حزيران 17, 2012

الخلاصة

يقدم هذا التحليل قراءة تحليلية لتطورات الملف النووي بعد المحادثات الأمريكية- الإيرانية التي جرت في بغداد في 28 أيار 2007.كما يتعرض التقرير إلى تأثير الحوار الداخلي في كل من واشنطن وطهران وكذلك التطورات الإقليمية والدولية على المفاوضات التي تجري بين إيران والاتحاد الأوروبي وبين إيران ووكالة الطاقة النووية. ويلقي التقرير أيضا الضوء على المواقف والمقترحات التي أعلنت لإيجاد تسوية لازمة الملف النووي الإيراني.

يعرض التقرير إلى بعض الشواهد التي يبدو أنه تشير إلى أن المزاج السياسي العام في المنطقة يدفع باتجاه تصعيد بل ربما مواجهة عسكرية محدودة.

المقدمة

من المنتظر أن يبدأ مجلس الأمن خلال شهر تموز 2007 بمناقشة تقرير رئيس الوكالة الدولية الطاقة النووية الذي تم تقديمه للمجلس في أواخر أيار من العام نفسه. وقد سبق هذه المناقشة لقاء جمع علي لاريجاني، سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، وخافير سولانا، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، في 23 حزيران 2007 في لشبونة، وسبق هذا الاجتماع لقاء بين لاريجاني و محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية.ولقاء لاريجاني- سولانا يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى جملة من التطورات الإقليمية والدولية التي حصلت بعد آخر لقاء عقد بينهما في مدريد. فاللقاء الأمريكي- الإيراني في بغداد واجتماعات الأربع ساعات بين سفراء البلدين، والانقسام الذي يقال إنه بدأ يستفحل داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع إيران، وكذلك العنف المتزايد في العراق، الذي أدى إلى ازدياد أعداد القتلى في الجانب الأمريكي.

المفاوضات بين ممثل الاتحاد الأوروبي وإيران ركزت منذ اليوم الأول على مسألة تخصيب اليورانيوم، فالاعتقاد السائد لدى دول الاتحاد الأوروبي، ومن قبلها الولايات المتحدة الأمريكية، بأن إيران تخصب اليورانيوم بكميات تتجاوز ما تصفه إيران باحتياجاتها الضرورية لإنتاج الطاقة. ولقد تعززت لدى الأوروبيين والأمريكيين فكرة أن المشروع النووي الإيراني لا يخلو من طموحات عسكرية، وإلا ما معنى التستر على هذا البرنامج لمدة ثمانية عشر عاما. من هنا فقد ركزت كل المقترحات المقدمة-ومن أطراف مختلفة-على أن وقف التخصيب هو الخطوة الأساسية للبدء في حوار جدي لحل أزمة الملف النووي الإيراني سلميا. إيران وفي عهد الرئيس محمد خاتمي كانت قد أعلنت من طرف واحد وقف تخصيب اليورانيوم، وذلك في أوائل عام 2005، لكن الرئيس محمود احمدي نجاد قرر تعليق هذه المبادرة، ودعا للاستمرار في تخصيب اليورانيوم