حزيران 11, 2012
منذ ربيع عام 1994، بدأ فريق بحثي في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بدراسة العلاقة الأردنية الفلسطينية ببعديها الداخلي والخارجي، فعلى صعيد البعد الداخلي كان الهدف توفير بيانات تفصيلية عن العلاقة بين المواطن من أصل أردني والمواطن من أصل فلسطيني، وكيف يرى كل منهما الآخر، وكيف يختلف كل منهما عن الآخر، وهواجسهما ومخاوفهما والعوائق التي قد تحول دون إنصهارهما، بالإضافة إلى التعرف على شكل العلاقة المستقبلية بين الأردن وفلسطين، كما يراها المواطنون داخل الأردن من الأصلين الأردني والفلسطيني، أما فيما يتعلق بالبعد الخارجي فقد كان الهدف الوقوف على آراء المواطنين في الأردن وفلسطين تجاه العلاقة الأردنية الفلسطينية في إطارها المستقبلي من خلال بحث خصوصية العلاقة، وإقامة رابط وحدوي، ونوع هذا الرابط، وغيرها من القضايا. وقد أجرى المركز في شباط 1995 مسحا داخل الأردن لدراسة البعد الداخلي في العلاقة الأردنية الفلسطينية. تبعه عقد حوار مائدة مستديرة جمعت نخبة من الأكاديميين والسياسيين والصحافيين، الذين يتمتعون باستقلالية التفكير واتزانه ويحرصون على الصالح العام، حيث تمت مناقشة نتائج المسح. وتمخض عن هذا اللقاء الذي عقد في فندق البحر الميت بتاريخ 13-14/4/1995 إصدار “ورقة موقف” لخصت مجمل الآراء والتصورات التي برزت خلال النقاش.وبعدها قام المركز بإجراء مسح في تشرين الأول من عام 1995، يتعلق بالبعد الخارجي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الفلسطينية من أجل التعرف على آراء المواطنين في المملكة الأردنية الهاشمية، ومواطني الضفة الغربية وقطاع غزة تجاه العلاقة الأردنية الفلسطينية في إطارها المستقبلي.وفي خطوة لاحقة بعد الانتهاء من هذا المشروع، برزت الفكرة، في الجامعة الأردنية عام 1995، للقيام بمشروع مشترك بين مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ومركز البحوث والدراسات الفلسطينية في نابلس، والمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن، بهدف تحديد ديناميكية العمل في المحور الأردني-الفلسطيني من الناحية السياسية-الاستراتيجية في سياق العملية السلمية العربية-الإسرائيلية، وتقديم إطار لتقييم الاحتمالات المستقبلية والخيارات المتاحة. وتضمن هذا المشروع إجراء مسح حول العلاقة الأردنية الفلسطينية ببعدها الخارجي في كانون الأول من عام 1997 لتحقيق ذات الأهداف التي اشتمل عليها المشروع السابق فيما يتصل بهذا البعد، إضافة إلى بحث قضايا جديدة، كما تم عقد ست ورشات عمل جمعت متخصصين في العلاقات الأردنية-الفلسطينية، وبالدرجة الأولى من داخل المجتمعين الأردني والفلسطيني، وذلك كمرحلة أولى في هذا المشروع المشترك. ورافق ذلك إصدار كتاب في شتاء 1997 بعنوان “العلاقات الأردنية-الفلسطينية: إلى أين، – أربعة خيارات للمستقبل”، حيث نشر كل من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ومركز البحوث والدراسات الفلسطينية في نابلس نسختين باللغة العربية، كما نشر المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن الكتاب باللغة الإنجليزية.واستمرارا في المرحلة الثانية لهذا المشروع تم عقد ورشتي عمل في كل من عمُان ونابلس قدمت من خلالهما أوراق بحثية لمناقشة مواضيع هامة في كل من المجالات التالية: القوانين الاقتصادية، وقوانين الحريات السياسية، والطاقة، والعلاقات التربوية، والنقد، والمواطنة. إذ تناولت الورشة الأولى التي عقدت في عمُان مواضيع النقود، والمواطنة، والعلاقات التربوية. كما نوقشت مواضيع القوانين الاقتصادية، وقوانين الحريات السياسية، والطاقة في الورشة الثانية التي عقدت في نابلس. وسيصدر مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية عام 1999 نتائج ورشات العمل المشار إليها.وتخللت الفترة منذ ربيع عام 1994 وحتى الآن مجموعة من النشاطات الأكاديمية ذات الصلة بالعلاقة الأردنية-الفلسطينية بمختلف جوانبها