حزيران 11, 2012
يرى الكتاب أن الفشل في بناء سلام حقيقي بين إسرائيل والأردن بعد عشر سنوات من إبرام الاتفاقية يعود بصورة عامة، إلى استحالة الفصل بين العلاقات الثنائية بين الطرفين من جهة وانسداد المسار الإسرائيلي الفلسطيني من جهة أخرى. ويبدأ الكتاب بنظرة تاريخية عامة على العلاقات الأردنية الإسرائيلية ويقدم تقييماَ نقدياَ للعلاقات بين البلدين خلال عقد من الزمان منذ عام 1994، والترتيبات الأمنية التي ظلت قائمة على الرغم من هذه التقييدات، ومكاسب السلام والأسباب الكافة وراء عدم التوصل إلى علاقات تجارية أفضل. ويختتم الكتاب بمناقشة آفاق المستقبل، ويستعرض آخر الأمر الاستراتيجيات والاحتمالات المستقبلية للعلاقات بين الأردن وإسرائيل.
ومقابلة هذه الخلفية، يطرح السؤال المعتاد: “كيف الماضي¿ فإن من الممكن القول إن التطورات المسبقة ومواطن سوء الفهم (لدى الجانب الإسرائيلي أساساَ، وفي الجانب الأردني كذلك)” قد أسهمت في تفاقم العلاقات الهشة بين البلدين. فقد أثارت السياسات الإسرائيلية المتصلبة تجاه الفلسطينيين، ولاسيما إقامة جدار “الفصل” السيئ السمعة مشاعر الفزع في الأردن، حيث يرى الكثيرون أن هذه السياسات تشكل تهديداَ لبقاء الأردن واستقراره.
إن السياسات الإسرائيلية، إذا تركت على غاربها دونما ضابط أو رابطـ، ستقوض احتمالات الحل القائمة على قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية. ومن هنا، فإن استمرار الوضع الراهن، وتغيرات الواقع الديمغرافي، سيؤدي لا محالة، إلى نشوء دولة ثنائية القومية، يَشكل الفلسطينيون أغلبية واضحة فيها. وبعبارة أخرى، فإن تحقق مثل هذا السيناريو على أرض الواقع ستقوض الأسس والمبررات التي قامت عليها الحركة الصهيونية، وهي إقامة دولة يهودية.
وفي هذا المنظور، قد تتحاشى مثل هذا الكابوس باللجوء إلى “الترانسفير” بإرغام الفلسطينيين على الهجرة إلى الأردن.
وعلى هذا الأساس، فإن الحكومة الأردنية تتخوف من احتمالات حدوث هذا السيناريو الكارثي