كانون الأول 20, 2019
محمود الخطاطبة – 20 كانون أول – ديسمبر /2019
أكد منتدون أهمية التوثيق لحقبة جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، مشيرين إلى ضرورة تعزيز أساليب التوثيق أو وجود آلية جامعة له.
وشددوا على أهمية الأرشيف الشفوي في عمليات التوثيق للأردن كدولة والحسين الراحل كقائد، رغم أن بعض المنتدين قالوا “إنه ليس هناك اهتمام بالأرشفة، وهي تواجه مشكلة حقيقية”.
وأشاروا إلى أهم صفات الحسين والتي أهمها: التوازن، التسامح، المحبة، الصدق، الإنسانية، رحابة الصدر، لم يكن دمويًا.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “مصادر الدراسات عن الراحل الملك الحسين بن طلال”، عقدها مركز الدراسات الاستراتيجية – الجامعة الأردنية، اليوم الثلاثاء الموافق 17 كانون الأول 2019، بالتعاون مع كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور زيد عيادات إن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة محاضرات وندوات “كرسي الملك الحسين بن طلال للدراسات الأردنية والدولية”.
وأوضح عيادات أن هدف الندوة هو التأسيس لدراسة التاريخ الأردني، وكذلك التوثيق ومصادره حول تاريخ الراحل الحسين، وفق مصادر ذات مصداقية عالية.
وتضمنت الندوة ثلاث جلسات، الأولى جاءت تحت عنوان “الدراسات التي تناولت الراحل الملك الحسين”، حيث أدار الجلسة وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر، والذي تحدث عن الحسين الأب، المحارب، رجل السلام، الباني، ملك أتقن فن السياسة وخاصة في زمن “عسكرة العقائد”.
وأضاف أبو جابر أن “الحسين تمكن من بناء دولة ناجحة، حين فشلت كل الدول الحديثة بذلك”.
وقال الوزير الأسبق الدكتور علي محافظة، في ورقة عمل بعنوان “السياسة الخارجية والقضية الفلسطينية”، إن “الراحل الحسين كان حديثه يختلف باختلاف الذين يتحدث إليهم، فقد كان يتحدث مع المواطن المدني بطريقة مختلفة عن تلك التي يتحدث بها مع الجندي أو العسكري، كما أن طريقة حديثه كانت مختلفة عندما يتوجه إلى الأمة العربية، أو إلى القادة الأجانب”.
وأكد ضرورة “عدم الاكتفاء برواية واحدة عند عملية التوثيق، إذ يجب الأخذ بكل الروايات سواء كانت رسمية أو خاصة أو محايدة”، مشيرًا إلى “إهمال العديد من المسؤولين الأردنيين للوثائق”.
وتطرق محافظة إلى مراحل الحسين من القضية الفلسطينية ومواقفه السياسية منها ودفاعه عنها، والتعامل مع منظمة التحرير الفلطسينية، ومواقفه السياسية، حتى قرار “فك الارتباط”، ومؤتمر السلام (مدريد)، والدروس المستفادة من القضية الفلسطينية.
وأشار إلى تطور القضية الفلسطينية في فكر الحسين، وموقف الراحل السياسي في 4 حزيران 1967، ودفاعه عن وحدة الضفتين، ورأيه في الحروب العربية الإسرائيلية، وإدراكه للصراع العربي الإسرائيلي.
كما أشار محافظة إلى موقف الحسين منذ العام 1964 وحتى العام 1974، أي مؤتمر الرباط وقرار أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وموقف الراحل من العمل الفدائي، ومن زيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى تل أبيب، ومن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية 1987، ومن ثم قرار فك الارتباط، ومؤتمر السلام (مدريد)، ومعاهدة السلام مع إسرائيل (وادي عربة)، ونقد الحسين للسياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل.
من جهته، قدم الدكتور جمال الشلبي ورقة عمل حول “دراسات الحكم والقضايا الداخلية”، أشار فيها إلى أهم محطات الراحل الحسين: طرد الضابط الإنجليزي كلوب باشا، وتعريب قيادة الجيش الأردني، وسياسة الاحتواء بخصوص الانقلابيين، حرب العام 1967.
إلى جانب إعادة العلاقة مع مصر وبشكل مفاجئ، وإعادة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، مشيرًا إلى “خطأ وضع الجيش العربي في عهدة أو تحت أمرة ضابط مصري”، في إشارة إلى حرب العام 1967.
وتساءل الشلبي إلى متى يتم ترك الساحة الأردنية للكتاب الأجانب يكتبون عن الأردن؟، أين الرواية الأردنية، المعززة المقنعة؟، مؤكدًا أن معرفة مسيرة الراحل الحسين بصدق وصدقية تقودنا إلى فهم الماضي والحاضر، وحتى المستقبل.
كما أشار الشلبي إلى “استقرار” الولاية العامة لرئيس الوزراء في حقبة ستينيات القرن الماضي، فضلًا عن أن السياسة الأردنية كانت تتمتع باستقلالية”، مؤكدًا أن الملك الراحل كان لديه مشروع سياسي اقتصادي اجتماعي على مستوى الإقليم.\
من جانبه، قدم الدكتور مهند مبيضين ورقة تحت عنوان “دراسات السيرة الشخصية”، أشار فيها إلى “كيف عبر الراحل الحسين الأزمات، بدءًا من استشهاد الملك المؤسس عبدالله الأول، مرورًا بحلف بغداد، حتى توقيع اتفاقية السلام، واصفًا “الملك الحسين بالرجل الشجاع، الإنسان”.
كما أكد أهمية “إعادة بناء السردية الأردنية”، وخاصة بعد الحداثة الجديدة.
وفي مداخلة له، قال رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة “إنه لا يجوز محاكمة الأمور بأثر رجعي”، مضيفًا “أن أي دولة فيها رأي واحد، بإستثناء الأردن فترى هناك أكثر من رأي، جلها اتهامات، في حين يتم تبرئة الآخرين”.
وأكد الروابدة ضرورة جمع الدراسات، من خلال مفكرين وسياسيين وأكاديميين ورجال دين، ثم نتحاور، ومن ثم الخروج برأي واحد يخدم الأردن”.
بدوره، قال الكاتب والباحث الدكتور حسن البراري “إننا نحتاج إلى لإطار لفهم كيف يصوغ الأردن مواقفه من القضية الفلسطينية”، مضيفًا في الوقت نفسه “انه لم يتم تقديم رواية نقدية عن الأردن، بعيدًا عن التجريح أو الإساءة”.
وأوضح أن كتابة رواية نقدية “تُمكن الأجيال القادمة من فهم الأردن”.
أما الجلسة الثانية، التي ترأسها وزير الشباب الأسبق محمد داودية، كانت بعنوان “الوثائق المتعلقة بحقبة حكم الملك الحسين وقيمتها وأماكن وجودها”، وتحدث فيها كل من الدكاترة: عبدالمجيد الشناق، وهند أبو الشعر، وجورج طريف.
ووصف داودية “شخصية الراحل الحسين بالمتسامحة والرحبة”، مضيفًا “أنه كان للراحل قدرة للنجاة الأخلاقية والسياسية”.
من ناحيته، طالب الشناق بفتح أرشيف مركزي للدولة، يركز على الأردن كدولة والحسين كقائد، وكذلك رجالات الوطن، مؤكدًا الحاجة إلى عمل “ببوغرافيا” عن الملك الحسين بن طلال.
من جهتها، قالت أبو الشعر، في ورقة عمل بعنوان “أرشيف ملك وتاريخ وطن”، إن الوثائق المتعلقة بحقبة حكم الراحل الحسين مسألة مهمة، يجب أن تكون منهجية، مشددة على أهمية مصادر الدراسات كونها مهمة جدًا لكرسي الحسين.
وأضافت أن الحسين حكم الأردن قرابة نصف قرن، ما يعني تقريبًا نصف عمر الدولة الأردنية منذ نشأتها، مشيرة إلى أن هناك مواطنين على مدار خمسة عقود لا يعرفون إلى الحسين.
وتابعت أبو الشعر أن هناك ما يقرب من 26 ألف وثيقة حول الملك المؤسس عبدالله الأول، لافتة إلى أن الوثائق حول الحسين قد يصل عددها إلى ملايين.
وأشارت إلى “أنه وللأسف لم يتم حتى الآن فتح أرشيف الحسين وتصنيفه، وإن كان هناك حاليًا أعمال بهذا الاتجاه”.
وأكدت أبو الشعر أهمية الأرشيف الشفوي أو ما يُطلق عليه الذاكرة الشخصية فيما يتعلق بأرشيف الراحل الحسين، خصوصًا عند يتم أخذه من أولئك الرجال الذين خدموا بجانبه والقرب منه.
وقالت أبو الشعر إن الراحل الحسين قد حكم الأردن قرابة نصف القرن، ما يعني ان نصف تاريخ الدولة الاردنية يرتبط بعهد الحسين.
وبينت أن أرشيف الملك الحسين لا يبدأ مع توليه للعرش، وانما منذ مولده العام 1935م، ولا بد من جمع تفاصيل حياته المصورة والمكتوبة والمسموعة في مدرسة المطران وكلية فيكتوريا بالاسكندرية وكلية ساند هيرست.
وأشارت أبو الشعر إلى أن أرشيف الحسين يتوزع على العالم كله، ومن هنا تأتي صعوبة الحصول عليه، مع التأكيد على ضرورة وضع خطة لهذا العمل الذي يعني جمع تاريخ الوطن.
وتابعت شهد العالم في نصف القرن الذي تولى فيه الحسين عرش الاردن، طفرة كبيرة في الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية، فتعددت وسائل التوثيق، ما بين تسجيل للمقابلات المكتوبة والمسموعة والمرئية، الأمر الذي يعني أن أمامنا كماً هائلاً وبلا حدود لفعاليات الحسين طوال ما يقرب من نصف قرن، ما بين المحلي والعربي والاقليمي والعالمي.
وأوضحت أبو الشعر أنه مع هذا التنوع، ومع توزع الارشيف على كل المحاور، إلا أن التقنيات التي تتطور حالياً بسرعة الضوء تساعد في هذا الجمع ان تم وضع خطة مدروسة وملتزمة.
وقالت لم يتم للآن فتح ارشيف الحسين وتصنيفه، وهو عمل واسع وكبير ويحتاج لفريق من اصحاب الخبرة من العاملين بالتوثيق ومن المؤرخين، يجب ان يكونوا من الذين يعرفون اللغات الاجنبية.
وبينت أبو الشعر أنه يمكن تحديد أماكن حفظ أرشيف الراحل الحسين بالأماكن الآتية: محفوظات الديوان الملكي وتمثل كماً كبيراً جداً من الملفات التي تحتاج الى تصنيف وفهرسة، وأرشيف دار رئاسة الوزراء، وأرشيف القوات المسلحة الاردنية، وأرشيف الاذاعة والتلفزيون للخطب والمقابلات واخبار نشاطات الحسين المصورة في الداخل والخارج.
إلى جانب الصور التي يحتفظ بها زهراب ماركيان، مصور الراحل الخاص، والذي نشر بعض الصور وما يزال لديه الكثير من الصور العائلية والرسمية، والتي توثق لحياة الحسين طوال ربع قرن، بالإضافة إلى السفارات الأردنية في البلدان العربية والأجنبية، وهذه المحفوظات تستحق الدراسة نظرا للبعد الدولي فيها، وكذلك الصحافة المحلية والعربية والأجنبية.
وتابعت أبو الشعر أنه يمكن الاستفادة من أرشيف سمو الأمير الحسن بن طلال، وهو بالتأكيد أرشيف الراحل الحسين وللدولة الاردنية، حيث تمت ارشفة مئات الآلاف من الوثائق وتصنيفها.
بالإضافة إلى المؤسسات والمتاحف والبلديات ومكتبات الجامعات، والمكتبة الوطنية ومحفوظاتها المصورة والتي تمت ارشفتها، ومحفوظات مجلسي النواب والأعيان.
وأكدت أبو الشعر أن من اكثر المصادر اهمية لتوثيق نصف قرن من عمر الدولة، توثيق الرواية الشفوية لمن عملوا مع الحسين، فضلًا عن كتب المذكرات المحلية والعربية والعالمية، وهي تكمل الروايات الشفوية وربما تغنيها او تخالفها، انها حالة مطلوبة جدا لكل من يكتب التاريخ لرؤية كل الروايات ومقارنتها وتحليلها.
كما أشارت إلى كتب الحسين والتي حفظ فيها روايته الشخصية التي لا يجب ان تغيب عن هذا الارشيف الغني والمتنوع.
وقالت أبو الشعر إن الحسين ورث دولة تحمل روح النهضة العربية وقد ظهر يذكر فيها باعتزاز في كل خطبه ومقابلاته باعتباره وريث هذه الثورة والنهضة العربية فقد تربى على يدي الملك المؤسس ابن قائد الثورة العربية الكبرى وعلى يدي الملك طلال المشرع وصاحب الدستور.
وأضافت كما ورث الحسين اول نموذج لتحقيق الوحدة العربية بوحدة الضفتين، وعرب قيادة الجيش العربي، فيما كانت بدايات عهده ما بين عامي 1953 و1967 عاصفة بعداء الجيران ومواجهاتهم الدعائية، وقد نجح في تثبيت اركان الدولة وبناء الجيش وتحديثه وترسيخ بنية اقتصادية ومعرفية، رغم شح الموارد.
وتطرقت أبو الشعر إلى مواجهة آثار حرب حزيران العام 1967، ونتائج الحرب من خسارة الضفة الغربية والانفلات الامني مع تمدد الجماعات الفدائية على الارض والمدن الاردنية وما نتج عنها من احداث العام 1970.
وختمت أبو الشعر بالقول، إن ارشيف الملك الحسين يستحق عناية استثنائية، إلا أن تعدد الأماكن التي يتوزع عليها هذا الارشيف يتطلب توحيد الجهود وتنظيمها لأنها عملية تحتاج لوقت وجهود كبيرة.
وأكدت ضرورة اختيار العاملين ضمن شروط صارمة، ممن يتحلون بالأخلاق الوطنية، فهناك أوراق يجب ان يتم حفظها والحرص على عدم تسريبها، ولا يخفى ان هذا هو عهد (حرب الوثائق) ومن يتسلم الامانة عليه ان يعرف قيمة الامانة والمواطنة، والموقع محسوب على صاحبه والفيصل هنا هو الاخلاق، فبيع الوثائق وتسريبها داء هذا العصر الالكتروني ويجب اختيار الاكفأ والاكثر التزاماً.
كما أكدت أبو الشعر أن هذا العمل يحتاج لأكثر من فريق متخصص ومخلص يملك الكفاءات الفكرية والفنية والوطنية العالية.
من ناحيته، قال الدكتور جورج طريف، في ورقة عمل بعنوان “الوثائق المتعلقة بحقبة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وقيمتها وأماكن وجودها”، إن الأردن شهد خلال فترة حكم الراحل الحسين العديد من الأحداث التاريخية، كان أبرزها إنهاء الإنتداب البريطاني، وتعريب قيادة الجيش العربي، وتثبيت دعائم الحكم وأحداث حرب حزيران العام 1967.
إلى جانب الحرب العراقية الايرانية العام 1980، ومن بعدها دخول العراق إلى الكويت وتشكيل تحالف دولي مكون من 39 دولة لضرب العراق، عدا عن دور الحسين البارز في القضية الفلسطينية، سواء في زمن الحرب أو في المسيرة السلمية.
وتناول طريف، في ورقته، وثائق رئاسة الوزراء والوزارات والمؤسسات التابعة لها، والتي تشكل مصدراً مهماً لدراسة حقبة حكم الراحل، حيث كان يرسم خارطة طريق واضحة من خلال كتب التكليف لرؤساء الوزارات ويوجههم نحو أولويات العمل على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وقال تضم رئاسة الوزراء وثائق المعاهدات والاتفاقات التي وقعها الأردن مع الدول العربية والأجنبية في العديد من المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات بما في ذلك نتائج اجتماعات اللجان العليا المشتركة بين الأردن والدول العربية كل دولة على حدة، مضيفا أن هذه الاتفاقات والمعاهدات واللجان تُجسد مدى التعاون وتبادل الخبرات والعمل على تطوير العلاقات بين الأردن وتلك الدول في مختلف المجالات.
وتابع طريف أن ملفات وزارة الداخلية توثق للتطورات والقضايا الأمنية على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار خلال حقبة الراحل ومنها أحداث العام 1970 والعام 1989، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بظهور الأحزاب في الأردن والتحولات تجاه تحقيق الديموقراطية وغيرها.
وأكد أهمية الحصول على الأرشيف الإسرائيلي بما يحويه من وثائق وملفات وصور تتعلق بالقضية الفلسطينية وتوثق بالصور والأفلام حرب العام 1967 وحرب الاستنزاف وحرب العام 1973 وغزو جنوب لبنان، وكثير من الأحداث والتطورات التي حصلت في حقبة الحسين.
وشدد على أن من الوثائق المهمة والتي يمكن الرجوع إليها وزارة شؤون الأرض المحتلة التي أسست في عهد الراحل للمحافظة على حقوق الفلسطينيين ومتابعة شؤونهم من مختلف الجوانب وتضم ملفاتها كل ما له علاقة باللاجئين والنازحين الفلسطينيين قبل العام 1967، وما بعده وما يجري على الأرض الفلسطينية المحتلة من تطورات.
ومن الوثائق المهمة أيضاً لهذه الحقبة وثائق وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية خصوصاً ما تعلق منها بالقدس ودور المغفور له في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية والتصدي لكل محاولات اسرائيل التهويدية تجاه القدس والأماكن المقدسة الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك يمكن متابعة عمليات الإعمار الهاشمي للمسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة في حقبة الراحل.
كما تناول طريف، في الورقة، وثائق مجلس الأمة، حيث تأتي خطب العرش في مقدمة الوثائق المهمة التي يضمها هذا المجلس، والتي بلغ عددها 36 خطبة، خلال الفترة ما بين عامي 1953 و1999.
وقال إن تلك الخطب تتضمن إنجازات على مختلف الصعد ووقائع وأحداث ودور الحكومات الأردنية المتعاقبة فيها، كما أن ردود مجلسي الأعيان والنواب تعتبر وثائق مهمة لترجمة ما يرد في تلك الخطب على الواقع المعاش.
وزاد طريف أن وثائق مجلس الأمة تشمل المداولات والمناقشات التي كانت تجري تحت القبة تجاه مختلف القضايا السياسية وغير السياسية.
وفي مداخلة له، قال وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر “إن الدولة الأردنية لم تعط الأرشفة أي أهمية تذكر”، واصفًا مشروع الأرشفة بـ”مشكلة حقيقية”.
من جانبه، قال رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة “إن هناك قلة من يعرفون عن الحسين أو شخصه، حيث كان رواقيا بمعنى أنه شخص يستطيع أن يتماسك بالمصاعب والأوقات الصعبة”.
الجلسة الثالثة، التي ترأسها وزير الإعلام الأسبق سمير مطاوع، جاءت تحت عنوان “التاريخ الشفوي وأهميته في رصد الوقائع والأحداث التي أغفلتها الكتب والوثائق”، تحدث فيها كل من: الكاتب الصحفي الزميل أحمد أبو خليل، والدكتور عبدالعزيز محمود، من جامعة آل البيت، والدكتور محمد العدوان.
وقال مطاوع إننا نهدف من هذه الندوة هو نشر المعرفة والتوثيق لحقبة الحسين، مؤكدًا ضرورة تعزيز أساليب التوثيق، “فنحن نُريد آلية جامعة للتوثيق”.
وأعرب عن أمله في أن يتم جمع كل ما هو مطلوب لحقبة الراحل الحسين، فهو حكم الأردن قرابة نصف قرن، ما يعني نصف عمر الدولة الأردنية.
بدوره، قال أبو خليل، من خلال ورقة عمل بعنوان “حكايا الملك وشعبه.. مجريات البحث وتوقعاته”، إن الفكرة بدأت بمقترح بحث حول حكايا الملك مع شعبه، من منظور اجتماعي- أنثروبولوجي.
وأكد أهمية الأرشيف الشفوي الرسمي، مشيرا إلى أنه تنتشر على نطاق واسع شعبي ورسمي مئات القصص والحكايات والمواقف التي جمعت أصحابها مع الراحل الحسين، بعضها يعود إلى ما قبل تسلمه سلطاته الدستورية (أيار 1952)، أي في مرحلة التنشئة والإعداد السياسيين للملك.
وتابع أن هذه القصص والحكايات والمواقف تشكل جانبًا مهمًا من سيرة الحكم والسلطة في عهد الراحل، وينتبه باحثين من الداخل والخارج إليها كعناصر أساسية لا غنى عنها لإكتمال الصورة.
وأوضح أبو خليل أن تلك القصص والحكايات رغم “توزعها وتبعثرها” على حالات وأوقات مختلفة، إلا أنه يمكن ملاحظة أنها تنتظم في خيط أو شبكة خيوط بما يسمح كظاهرة في الاجتماع السياسي الأردني.
وتابع لا تعود هذه الظاهرة إلى الملك لوحده كحاكم وكرأس للسلطة، بل تعود أيضاً إلى مواصفات الطرف الآخر، أي المجتمع الأردني وتركيبته وناسه، بمعنى أن الظاهرة تدرس في سياق أشمل يطال طرفي العلاقة معاً.
وزاد أبو خليل أن السؤال عن هذه الحكايا يحضر ويطرح بقوة، ولكنه عادة ما يقتصر تناول على البعد “العاطفي”، ولم يدرس كظاهرة تشير إلى خصوصية ما، في الاجتماع السياسي والأنثروبولوجي الأردني.
وأشار إلى أن مثل هذه العلاقة المحكية والشفاهية وغير الموثقة بين الملك والشعب، شكلت مرتكزا للمشروع التنموي على المستوى الكلي، وخاصة في عقد الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي.
وقال أبو خليل تتوفر مراجع “معقولة” لتتبع ورصد الظاهرة، لكن كثيرا من وقائعها وعناصرها لا تزال في ذاكرة الأشخاص الذي شهدوها أو كانوا طرفا فيها، وهو ما يتطلب الإسراع في التوثيق والتسجيل تمهيدا للبحث والدراسة.
وأضاف منذ اللحظة الأولى لبدء البحث، تقرر أن يقتصر على الشأن الوطني أي المحلي الأردني، ذلك أن رصد ودراسة التاريخ الشفوي العام لشخصية مثل الملك حسين، تَميّز بحضور واسع على المستوى الإقليمي والدولي، سيجعل المهمة متشعبة جداً.
وتابع أبو خليل لقد لاحظت منذ البداية أن ما هو “شفوي” في الإدارة السياسية عند الملك المرحوم، وعند رجال السياسة الأردنيين الذين قادوا بلدنا طيلة ذلك الزمن، كان جزءا مكملاً رئيسًا لما هو “مُوثّق”، مؤكدًا أن البحث بصدد كشف جوانب من التاريخ “غير الرسمي” لبلدنا، الذي كان مكملاً ومتكاملاً مع التاريخ الرسمي.
وأوضح أن هذا لا يعني إعلاءً أو تفضيلاً للعمل غير المؤسسي، أي الجاري خارج المؤسسات، باعتبار ان ما هو غير رسمي ينطوي عادة على تجاوز للمؤسسية، لكن الأمور في الواقع الأردني لا ولم تعالج بهذه البساطة، ما دمنا نتعامل مع تاريخ يتصل بمجتمع وبشعب، أي بمجموعة بشرية في ظروف محددة وفي سياقات تاريخية واجتماعية وثقافية ملموسة ومشروطة بسياق أشمل يضم هذا الجزء من العالم الذي نتواجد فيه.
وبين أبو خليل أن الشفوي أو غير الرسمي عند الملك المرحوم كان بالإجمال معادلاً أو مماثلاً أو لما هو عَمَلي ومباشر و”إنساني” في أحيان كثيرة، مع التأكيد على أن مفهوم إنساني هنا لا يقتصر على ما هو شخصي أو عاطفي مثلاً.
وتابع “إذ من الواضح أن الملك ورجال إدارته، وخاصة في العقدين الأولين من حكمه، في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، قرروا أن يمارسوا مهامهم بصيغة تتصالح وتلتقي وتحترم وتخضع أحياناً لتركيبة المجتمع وثقافته، وهو مجتمع شهد العديد من التغيرات والأحداث عميقة التأثير، كما لم تتوقف (منذ تأسيس الدولة وإلى الآن) عملية التنويع في مكوناته الثقافية والاجتماعية والسياسية.
وقال يمكن للباحث اليوم أن يقدَر أن الملك اختار أن يصنع صيغته الخاصة من ممارسة الحكم، وتسمح مجريات البحث منذ الآن بالقول إن هذا شكّل أسلوب الملك في فهم الحكم، الذي بمقابله، وبالتفاعل معه، تشكّل أسلوب الشعب في فهم الملك كحاكم، وهو ما يزال يلقي بظلاله على علاقة الشعب بالدولة ككل.
وأضاف أبو خليل تمكنت من إجراء عدد لا بأس به من المقابلات مع شخصيات من مستويات مختلفة، لكن المشكلة الرئيسة التي واجهتني تتعلق بحصول كثير من الاعتذارات عن الحديث من قبل شخصيات كانت قريبة في مستويات عليا، وفي مستويات دنيا أيضاً.
كما واجهتني مع بعض المستجيبين مشكلة الانتقاء المؤثر سلبيا على المحتوى، حسب أبو خليل الذي شرح سبب ذلك بالقول “لدي بعض التفسير لذلك، لكني لن أفصح إلا عن عامل محتمل واحد هو أن شخصية الباحث قد تكون السبب”.
وزاد “من المؤسف والمحبط ربما، ما لاحظته من سخاء في إعطاء المعلومات والوقت عندما يكون الباحث أجنبيا، وعلى سبيل المثال، فقد تمكن افي شلايم وروبرت ساتلوف وبيتي أندرسون من الحصول على معلومات غاية في الحساسية.
وختم أبو خليل حديثه بالقول “هي قصص وحكايا متبادلة بين الملك وشعبه، تبدو مبعثرة هنا وهناك، وبعضها لم يشعر أحد بها ولم تنشر ولم يشر إليها في حينها وبقيت قصصاً تخص أصحابها، ولكن لأنها كذلك، أي لأنها بالإجمال لم تكن ضمن خطة ما مقررة مسبقا أو منظمة، فإنها تشكل معاً ملمحاً أساسيا من ملامح خصوصية الاجتماع السياسي الأردني، لأنها تضيء على الحكم وعلى الشعب، وهي قد تشكل سراً من أسرار البقاء والاستمرار لهذا الوطن العزيز”.
من ناحيته، تساءل الدكتور عبدالعزيز محمود “لماذا لا نستطيع كتابة تاريخنا المعاصر، بدون استخدام التاريخ الشفوي؟”، مؤكدًا أهمية التاريخ الشفوي.
وقال إن التعامل مع الأرشيف والأرشفة وأهميته “مغيب”، حتى عن الندوات والمحاضرات والورش، ذات المغازي السياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن “نصف التاريخ الأردني شفوي، رغم أنه مغيب”.
وأضاف محمود إذا أردنا كتابة التاريخ الأردني المعاصر، علينا المبادرة الآن وفي هذا الوقت بالتحديد، فهناك الكثير الذي عايشوا الواقع لماضي ما يزالون على قيد الحياة.
من جهته، قال الدكتور محمد العدوان إن التاريخ الشفوي يواجه مشكلة حقيقية، فهو مهم في رصد الأحداث والوقائع التي أغفلتها الكتب والوثائق، مضيفًا أن الكثير يقع في سلبية مفادها أنهم يتعاملون مع الأرشيف الشفوي على أنه من الدرجة الثالثة عند التوثيق.
وتابع أن التاريخ الشفوي لم يعد مطروحًا للنقاش في عصر الانفجار المعرفي.
وقال العدوان ما يزال الحديث في مجال أهمية التاريخ الشفوي، يواجه عديد التحديات عند بعض الدول والجهات التي لم تتمكن من معيارية هذا الفرع المؤثر في إدارة حفظ الذاكرة، ذلك أن التاريخ الشفوي ضروري، لكنه لا يغني عن الوثائق المكتوبة.
وأضاف يرى بعض الموثقين أنه لا يمكن أعتبار التاريخ الشفوي أو الشهادة الشفوية تاريخاً بحد ذاته، وإنما هو صور حية لأحداث غير مكتوبة يؤمل الاستفادة منها، مؤكدًا أن أهمية الشهادة الشفوية تظهر بكل قوة عند غياب الوثائق المتصلة بالحدث أو بالمعلومة أو عند تفسير الحدث من قبل شخص أو أشخاص ساهموا في صناعته أو كان لهم دور في القيام به.
وتابع العدوان أنه إذا غابت الوثائق عن الحدث أو عندما لا تعُطي الوثيقة الجواب الشافي، فعندها لا بد من جمع شهادات عدد من الأشخاص الذين شاركوا فيه أو عاصروه، وبالتالي فإن الشهادة الشفوية تُلقي ضوءا يوضح الحدث ويساهم في تفسيره، وهذا هو سبيل الباحثين للتحليل والتأصيل والتوثيق.
وزاد “تبقى الشهادة الشفوية شهادة من الدرجة الثالثة لا ترقى إلى مستوى الوثيقة المكتوبة لأنها تعتمد كلياً على الذاكرة، والذاكرة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل تام لما يعتريها من تآكل وغموض، ولاختلاط نقلها بالصورة وبفهم حقيقي للأحداث، وربما ما يهيمن على صاحب الشهادة من الأفكار والمعلومات، والادراك من قبل مقدم التاريخ الشفوي.
وأشار العدوان إلى أنه يمكن افتراض وجود إجماع عام حول المسائل التالية: تشكل الشهادات التاريخية مصادر شفهية ذا قيمة بالنسبة للأرشيفين وكذلك بالنسبة لعلماء التاريخ والاجتماع والسياسة عموماً والباحثين الموثقين، رغم أن الأرشيف المادي يتفوق على كل ما سواه، إلا أنه لا ينكر أحدا قيمة الشهادات الشفهية وضرورة دمجها في التحضير لإدارة المحتوى المعرفي والأرشيفي ضمن المعايير الدولية لذلك.
إلى جانب أن الموثقين عموماً مهتمون بإضفاء أهمية على الشهادات الشفهية تلبية لرغبة المؤسسات الأرشيفية والبحثية العلمية والوطنية التي تطلب التزود بها من أجل إتمام مهمتها التوثيقية واستكمال تعدد المصادر المعلوماتية .
وبين العدوان أنه ولضبط مساعي التعامل مع منظومة التاريخ الشفوي، فإنه يجب أن يتوافر في جمع هذا الموروث عدد من الأمور الأساسية أهمها: الحرية، والحماية القانونية، والجرأة لدى الأفراد في قول الحقيقة وقول وجهة النظر والمشاهدة أو المشاركة أو التأثير.
وأوضح أن جمع وتصنيف التاريخ الشفوي من أهم الفرص المتاحة اليوم لتصحيح ما كُتب حتى الآن من قبل بعض المؤرخين العاملين لصالح مؤسسات رسمية أو حكومات أو جهات متحيزة، وبعيدا عن التباكي والتباهي الشخصي، لافتًا في الوقت نفسه إلى “وجود شبه إجماع على أن ما كُتب حول التاريخ المعاصر يتضمن جزءا غير دقيق، وجزء آخر غير كامل من التوثيق المعرفي”.
وتابع “إذا أخذنا في الاعتبار أن التاريخ الشفهي مصدر مكمّل يحدد أو يصحح الوقائع التي وثقتها المصادر التقليدية، وفى ظل عدم توفر الوثائق لأسباب تتعلق بالمدة القانونية للاطلاع أو لأنها فقدت أو لأن الإدارة السياسية مثلا في الأردن كانت وما تزال تأمل بأن لا يتم الخوض في الأحداث التاريخية، خصوصاً العربية – العربية، كخيار حقيقي لنشر المعرفة، من باب عدم إثارة الفتن والصبر على الجراح”.
وقال العدوان إن التوتر الحقيقي ما يزال يظهر اليوم في سياق التوسع الكمي الهائل للتاريخ الشفهي، ضمن سياقين مختلفين للإنتاج، ويمكن تمييزهما بالسياق الأكاديمي، من خلال أساتذة الفروع والعلوم والمؤرخين المحترفين، والسياق الاجتماعي، من خلال الرواية الشعبية والباحثين والمؤلفين لكتب التراث.
وذكر بالنظر إلى تلك التطورات التي طرأت على التاريخ الشفوي، يمكن تسليط الضوء على ثلاثة مسائل تضمنها إطار التعامل مع التاريخ الشفوي وخصوصًا في إدراك وجمع إرث الراحل الحسين: يحتاج الموثقون إلى خبرة في حماية وتفعيل وفهم المشكلات العامة للشهادات التاريخية وذلك لتنوعها وخصوصيتها، يحتاج الموثقون إلى إدراك المخاطر الضمنية في فكرة تقديم الشهادات الشفهية، مناقشة المخاطر المتعلقة بالمعايير المنبثقة لتقدير الشهادات التاريخية من أجل دمجها في الارشيف، خصوصاً عند تضارب التاريخ الشفوي مع الوثائق أو مع المسلمات عند الناس.
وزاد العدوان إذا كان جزء من موضوع الندوة هو دور التاريخ الشفوي في التوثيق للراحل الحسين، فإن هذه الشخصية الثرية في مجمل ما قدمت وعاصرت من أحداث وقضية المنطقة والعالم، وما شكله الراحل العظيم من فكر سياسي واجتماعي، والأهم تفرده بالممارسة الإنسانية التي تميز بها عن دونه من زعماء العالم.
وبين لقد شكلت المرحلة الصعبة من تاريخ الأردن الحديث منذ ولادة الحسين حتى انتقاله الى الرفيق الأعلى، بما اعتراها من اختلاف ايدلوجي وفكري وديني، وتشكل احلاف وانفراط عقد احلاف، وشرخ في المنظومة العربية العربية، ونكسة في قضية العرب والأردن الاولى قضية فلسطين، وما فيها من احداث وما لتداعياتها من خطوب، وما شكلته شخصية الحسين من محور مهم وحساس في التأثير المباشر في تشكيل القرارات العربية والدولية، والنهضة التي شهدها الاردن في عهده.
وأكد العدوان ضرورة تشكيل بنك معلومات معرفي توثيقي يعمل ضمن:
أ – ترتيب السنوات وتحديد احداثها .
ب – تقسيم الموضوعات لتشمل: الحسين الانسان، الحسين الملك، الحسين مواقف وقضايا، الحسين وقضية فلسطين، الحسين والانتماء العربي والاسلامي والاهتمام الديني، الحسين في زمن الحرب والسلام، الحسين معلومات للذكرى، متفرقة الحسين امة في رجل.
ج – العودة الى كتابات الحسين.
د – التعامل مع ما ورد في الصحافة والاعلام.
ه – العودة الى اللقاءات التلفزيونية والمقابلات الإذاعية.
و – التعامل مع الارث الفوتوغرافي للحسين.
ز – ايجاد رابط الكتروني – تليفوني- او اي من وسائل التواصل الاجتماعي – لجمع اكبر عدد من المعلومات الشفوية.
وختم العدوان بالقول “إنَّ تدوين التُّراث الشفهي واستعماله مصدرًا تاريخيًّا لم يعودا أمرَاً مطروحَ للنقاش على الاقل في عصر الانفجار المعرفي. فقد ثبت لكلِّ مُتابعٍ أهمِّيَّتُه، ولقد تبنَّت هذا الأمر مؤسَّسات علميَّة ووطنيَّة في دول العالم”.
وأكد ضرورة أن يأخذ التاريخ الشفوي في الأردن “مكانه الحقيقي كذاكرة جمعية تهتم بالتفاصيل وتعتمد تعدد المصادر المعرفية لها والانتقال من التنظير إلى التأطير، ومن التباهي والتباكي التاريخي، إلى التوثيق المعرفي المستند إلى المعايير”.
وتابع العدوان “الحسين لم يكن ملكاً وقائداً لدولة تعد من اصغر دول العالم مساحة، لكنه كان الرائد والريادي وصاحب الفكر الذي تأسس وتربى في مدرسة عبد الله الاول، مدرسة الواقعية الحالمة. الحسين نموذج حقيقي لزعيم ترك في كل بيت اردني ذكرى ولربما ترك في كل بيت عربي وفي وجدان العالم كله ذكرى”