حزيران 17, 2012
منذ ذلك التاريخ اكتفى الطرفان الأمريكي والإيراني بتبادل التصريحات عبر وسائل الإعلام أو من خلال طرف ثالث أو من خلال اجتماعات ما يعرف ب( ( Track 2 أي حوارات تجمع بين ممثلين غير رسميين عن كل من الأمريكيين والإيرانيين ، ومن ابرز تلك اللقاءات ما حدث بعد هجمات سبتمبر 2001 ، فقد التقى الطرفان في لقاءات شبه دورية استمرت حتى أيار 2003 ، يضاف إلى ذلك أن إيران والولايات المتحدة هما عضوان في مجموعة الدول 6 + 2 التي اهتمت بالموضوع الأفغاني ما بعد انهيار حكومة طالبان، اذ عمل البلدان جنبا إلى جنب طوال الفترة التي تلت انهيار حكومة طالبان .
وفيما يتعلق بالمحادثات الحالية، فقد تم التأكيد من قبل الطرفين على أن أجندة المفاوضات لا تحتوي إلا موضوع العراق. فالولايات المتحدة الأمريكية تقدمت بطلب لإجراء مفاوضات مع طهران عبر السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأمريكية في إيران. فسارعت طهران للموافقة، كيف لا وهي التي لم تمانع في إجراء مثل هذه المفاوضات إذا ما طلبت منها الولايات المتحدة ذلك، وهو ما حصل حسب الرواية الإيرانية .
تجري المفاوضات في ظلال مجموعة من التطورات الهامة. ففي إيران تم إعتقال الأكاديمية الأمريكية من أصل إيراني هاله إسفنديار والتي تعمل رئيسة لبرنامج الشرق الأوسط في مركز وودر ويلسون الدولي للعلماء، والأكاديمية إسفنديار المحتجزة في سجن إيفين في طهران معتقلة لأسباب تتعلق بتهديد الأمن القومي.و تجري هذه المفاوضات في أجواء الموازنة الجديدة المقترحة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية لدعم الديمقراطية في إيران والمقدرة بحوالي 109 ملايين دولار. يشار كذلك إلى التقارير الأمريكية التي تتحدث عن خطة إيرانية سرية تهدف إلى إجبار القوات الأمريكية لمغادرة العراق من خلال زيادة دعم الميلشيات السنية والشيعية مركزة على جيش المهدي التابع إلى مقتدى الصدر، وذلك لتكثيف العمليات العسكرية في صيف 2007، ويأتي التركيز على جيش المهدي لاستغلال الغضب الذي تركته تصريحات موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي ومفادها أن الولايات المتحدة قد سعت وخططت للتخلص من مقتدى الصدر في عام 2004. تأتي الولايات المتحدة أيضا إلى هذه المفاوضات متسلحة بدخول 9 سفن حربية أمريكية جديدة إلى الخليج، و تضاف هذه السفن التي على متنها حوالي 17 ألف من البحارة والجنود إلى القوى العسكرية الضخمة التي تمتلكها الولايات المتحدة في المنطقة.
في هذا التحليل الذي يتناول موضوع المحادثات الإيرانية الأمريكية القادمة، سيتم التركيز على ثلاثة محاور أساسية:
أولاَ:توقيت هذه المحادثات، بعبارة أخرى لماذا الآن ¿
ثانيا: المشهد السياسي والمحادثات مع واشنطن.
ثالثا: الشرق الأوسط في محادثات واشنطن- طهران