استطلاعات منوعة

مقدمة

يعد مرض السرطان واحد من التحديات الصحية التي يعاني منها الأفراد في مختلف مراحلهم العمرية، مع ازدياد احتمالية الإصابة عند التقدم بالعمر. على الرغم من تدني معدلات الإصابة بشكل عام، الا أن المخاطر الصحية الكبيرة والتهديد على الحياة، يجعلان من السرطان محط اهتمام وتركيز في العديد من الدول ووزارات الصحة والمؤسسات الصحية ومراكز الأبحاث والعلاج.

في الأردن، يتم تسجيل آلاف الحالات السنوية من مرضى السرطان، من مختلف الفئات العمرية وأنواع السرطانات، والذين يتم إتباعهم برامج علاجية في مراكز العلاج المتخصصة ومن أهمها مركز الحسين للسرطان، وهو مؤسسة غير حكومية وغير ربحية، ويقدم الرعاية الصحية وِفق أعلى المستويات والمعايير العالمية.

فقد أظهر تقرير صادر عن وزارة الصحة الأردنية، تسجيل 8152 حالة لمرضى السرطان في عام 2020، من كافة الفئات العمرية ومختلف أنواع السرطانات. 74% منهم من الأردنيين (47% ذكور و53% إناث). وقد بين التقرير أن سرطانات الثدي حلت بالمرتبة الأولى بين أنواع السرطان المسجلة، يليها سرطان القولون والمستقيم، ثم سرطان الرئة، ثم ليمفوما (هودجكن ولا هودجكن)، وفي المرتبة الخامسة حل سرطان المثانة.[1]

يعد مرض السرطان من الأمراض عالية الكُلفة نسبياً مما يشكل عبئاً مالياً على المرضى من مختلف شرائح المجتمع. ما يزيد العبء على المرضى هو عدم شمول نسبة ملحوظة منهم بتأمين لعلاج السرطان في حال الإصابة، إذ أجاب 26)%) فقط من المستجيبين للدراسة هذه، والمؤمنين صحياً، أن تأمينهم يشمل علاج السرطان، عدا عن أن ((29% أجابوا بأنهم غير مشمولين بأي تأمين صحي.

الأعباء الاقتصادية والنسب حول الشمول ببرامج تأمين للسرطان، تظهر الحاجة في الأردن الى برامج تكفل للمرضى أن يتلقوا العلاج الذي يحتاجونه دون تكليفهم أعباء مالية تزيد عن طاقتهم وأيضاً دون زيادة الضغط الاقتصادي على الحكومة ووزارة الصحة. على الرغم من وجود آليات للتبرع لمساعدة مرضى السرطان، وإعفاءات حكومية للمرضى، الا أن هذه السياسات قد لا تكون مستدامة على المدى البعيد. عدا عن ذلك، فإن هذه السياسات لا تشكل بأية حال بديلاً عن وجود بنية تحتية متكاملة، صحية واقتصادية، وطنية شاملة، دامجة للأردنيين وغيرهم. توفر بنية تحتية من هذا القبيل، سيخفف عبء مالياً عن الجهات الحكومية الداعمة لمرضى السرطان ويقلل الاعتماد على المتبرعين في مراكز العلاج، بالتالي تحقيق استدامة واستقلال مالي في مؤسسات العلاج وأبحاث السرطانات. كل ذلك سيصب في نهاية المطاف في مصلحة المرضى، الحاليين والمحتملين، ويؤدي الى حصولهم على رعاية صحية مناسبة دون الضغط عليهم وعلى أسرهم اقتصادياً.

يقدم برنامج رعاية (CCP) الذي يندرج تحت مظلة مركز الحسين للسرطان نموذجاً تكافلياً للأردنيين وغير الأردنيين المقيمين في المملكة، يضمن لهم تلقي أعلى مستويات العلاج المتاحة في حال الإصابة بالسرطان وفي مركز الحسين للسرطان. يعتمد البرنامج على طرح حزم من الاشتراكات السنوية للأفراد والمؤسسات مقابل مبلغ مالي سنوي منخفض (مقارنة بتكاليف العلاج الباهظة) وبشكل يتناسب مع مستوى التغطية التي يرغبها المشترك/ة في حال إصابته/ها، ويتناسب مع عمر المشترك أيضاً.

يأتي هذا المشروع بالتعاون بين مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية وبرنامج رعاية في مركز الحسين للسرطان، إذ يسعى مركز الدراسات الاستراتيجية من خلال المشروع الى إجراء دراسة لقياس اطلاع المواطنين والمقيمين على برامج علاج السرطان وبرنامج رعاية تحديداً، تقييمهم للسياسات المالية في العلاج والتأمين المتبعة في مختلف مؤسسات التأمين في الأردن، واستعدادهم للمساهمة في توسيع قاعدة برنامج رعاية، للتوصل إلى رعاية شاملة للسرطان.