تعد خطب رؤساء الدول وبياناتهم وتصريحاتهم من الوثائق المهمة التي يعتمدها الباحثون في دراسة التاريخ الحديث والمعاصر، فبالإضافة إلى ما تلقيه من أضواء على الأحداث السياسية التي تمر بها كل دولة والتحديات التي تواجهها، تعطي صورة واضحة لنموها الاقتصادي وتطورها الاجتماعي وحياتها الثقافية. كما تساهم في التعرف على هموم الدولة الداخلية والخارجية وقضاياها القومية والدولية وتطلعاتها نحو المستقبل.
وخطب الحسين بن طلال، الذي اعتلى عرش المملكة الأردنية الهاشمية من 1952/8/11 حتى 7/ 2/ 1999 ، سجل حافل بالأحداث التي عاشتها المملكة خلال حكمه، وعرض للمواقف الرسمية منها. وتتضمن تحليلاً واعيا لها، وسردا دقيقا للظروف التي واكبتها، وبيانا لتجربته في العمل السياسي وما أصابها من تعثر وتقدم، ومعالجة للعلاقات العربية وما اعتراها من ضعف وقوة، وتشنج وانفتاح، وتفكك وتضامن، مؤكدة باستمرار على ضرورة وحدة العرب أمام قضاياهم المصير ية، باعتبار الوحدة العربية طر يق النصر والعزة والحياة الأفضل. وتحتوي هذه الخطب في مختلف المناسبات والأحداث على دفاع الحسين عن قضايا العرب بعامة وقضية فلسطين بخاصة في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، كما تبرز الدور الفعال للأردن في المجتمع الدولي.
وقد احتلت القضية الفلسطينية مكانة خاصة في حياة الحسين وفي خطبه، كما سنرى في هذه الدراسة. وأغتنم هذه المناسبة لشكر الآنسة إلهام العموري التي طبعت هذه الدراسة على الكمبيوتر.