اصدارات كرسي الملك الحسين

يقدم الباحث أحمد أبو خليل في هذا الكتاب جانبا من سيرة وتاريخ إلى شهادات من أشخاص ًالملك الحسين بن طلال؛ بني في مجمله استنادا كانوا حول الملك، بعضهم تولى مناصب رسمية، وبعضهم كان يعمل مع الملك أو قريبا منه، ما يجمعهم انه كانت لهم مشاهدات وقصص مؤثرة ومهمة. يعمل أحمد أبو خليل باحثا انثروبولوجيا، وأمضى جزءا طويلا من سيرته المهنية في الصحافة والكتابة في تسجيل الملاحظات والمشاهدات من حياة الناس اليومية، والاستماع إلى الناس العاديين الذين لا يلتفت عادة إليهم الإعلام، وقد وظف تجربته الطويلة في التاريخ الشفوي مع الناس وفي الحياة اليومية ليجمع شهادات عن الملك الحسين من الأشخاص الذين عاشوا هذه الاحداث والقصص أو اطلعوا عليها بأنفسهم. ولم تكن عملية أبو خليل سهلة، لأسباب كثيرة، منها معرفة هؤلاء الأشخاص والوصول إليهم، ومدى رغبتهم في الحديث، للكن الكتاب برغم صغر حجمه جاء مليئا بالقصص والأخبار التي تنشر لأول مرة، كما أنه جمع من اللكتب والمصادر وأرشيف الصحافة ملاحظات وأخبارا تندرج في السياق الإنساني أو غير الرسمي في تاريخ الملك الحسين. إن مركز الدراسات الاستراتيجية يأمل أن يقدم عبر كرسي دراسات الملك حسين كتابا يفيد الباحثين والمثقفين وجميع المواطنين في معرفة جانب من تاريخ الأردن والملك الحسين، ويأتي هذا الكتاب في سياق مجموعة من اللكتب والدراسات التي أصدرها المركز أو سوف تصدر قريبا إن شاء الله، ونأمل بذلك أن نفي الملك الراحل حقه، وأن نخدم عمليات البحث والتأريخ للأردن، ومن المرجح إن لم يكن مؤكدا أن هذه القصص التي جمعها الباحث أبو خليل كانت سوف تختفي مع سين مع الناس: ملامح من خصوصية الاجتماع السياسي الأردني ُحكايا الح أصحابها لو لم تسجل وتدون في كتاب، ومن المتوقع بطبيعة الحال أن قصصا وأحداثا كثيرة قد نسيت أو لم تسجل،

وهذه قيمة وأهمية التاريخ الشفوي، إذ سوف يظل مثل هذا الكتاب مرجعا للأجيال القادمة كما الباحثين والمهتمين، كما يحفظ لهم مادة معرفية وبحثية كانت معرضة للاختفاء لو لم تسجل. سنة، وهي تمثل 47لقد استمرت فترة حكم الملك الحسين بن طلال حوالي نصف تاريخ ومسار الدولة الأردنية الحديثة، ووقعت في أثناء ) أحداث كثيرة وبالغة الأهمية، كما كانت 1999 – 1952ذلك ( قصص وذكريات؛ قد تزيد أهميتها مع الزمن، فلا يمكن اليوم تخمين أهمية الأحداث والمصادر إلا بمعرفتنا بالمستقبل، ولا شك أن معظمه خارج قدرتنا على التقدير والإحاطة. وعرض المؤلف جوانب وأخبارا من طفولة الملك حسين كما عرض سيرته ملكا، وتوقف عند جانب مميز في تاريخ وسيرة الحسين وهي لقاء الناس والجماهير والاستماع إليهم ومشاركتهم بعفوية، وقدم شهادات لشخصيات متنوعة؛ مثل السادة زيد حمزة، وهاني الخصاونة، وسليمان القضاة، ومجحم الخريشة، وبسام الساكت، وسلوى العاص، ومهنا الدرة، وشاهر أبو شحوت، وضافي الجمعاني، وعمر النابلسي، ومحمد الزعبي، وجهاد غرايبة، ومحمد جميل عبد القادر، وناصر الدين الأسد، وخليل سمارة. وتميز الكتاب كما هو أسلوب الأستاذ أحمد أبو خليل بالبداهة والتدفق في السرد، ما يجعله أيضا كتابا أدبيا ممتعا للقارئ، وذلك يزيد أهميته ويقربه من القراء وخاصة الشباب وغير المتخصصين بالتاريخ والسياسة، ما يجعل الكتاب جزءا من الثقافة الوطنية غير الرسمية.

مركز الدراسات الاستراتيحية – الجامعة الأردنية يشكر المركز المؤلف الأستاذ أحمد أبو خليل على جهده المميز في إعداد هذا الكتاب، كما يشكر أيضا السادة الذين قدموا شهاداتهم والتي كانت أساسا لهذا الكتاب.

والله الموفق.

الأستاذ الدكتور زيد عيادات
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية/الجامعة الأردنية