في منطقة تزداد تعقيدا باطراد، ظل الأردن لعقود واحة للاستقرار، واختار لنفسه دورًا داعما للاعتدال والاستقرار في منطقة ينُظر إليها غالباً على أنها غير معتدلة ولا مستقرة . وقد انتهج الأردن إستراتيجية عمادُها القيادة وصنع السلام، والتي مكنته من النجاة في إقليم مضطرب.
ولا تبدو تعقيدات الشرق الأوسط في طر يقها إلى الحل في أي وقت قريب. في منطقة ذات تاريخ مركب، وأيديولوجيات وطوائف متمايزة، تكون التحولات الجيوسياسية حتمية، و يكون التنبؤ بالمستقبل غاية بعيدة المنال. ومع ذلك، فإن الدقة في قراءة التغييرات الجيوسياسية الحالية والاتجاهات الرئيسية وتداعياتها يمكن –ويجب- أن تساعد الأردن على التخفيف من المخاطر، وإدامة الاستقرار، والحفاظ على دوره الإقليمي.
في هذه الدراسة، يقدم مركز الدراسات الإستراتيجية ( CSS ) في الجامعة الأردنية سينار يوهات محتملة تتوقع مستقبل الأردن والمنطقة، في محاولة لفهم التغيرات الجيوستراتيجية والسياسية التي حدثت -أو التي يتُوقع حدوثها- وتأثيراتها الممكنة الممكنة على الأردن في السنوات القادمة.
تهدف هذه الدراسة التي تحمل عنوان “مسار الأردن في العام 2021 : الاتجاهات والسينار يوهات” إلى الكشف عن الأهمية الكامنة والتداعيات المستقبلية للاتجاهات الرئيسية الناشئة داخليا وإقليميا.ً وينبغي أن تخلص إلى تنبؤات صحيحة بشأن التحولات في ميزان القوى الجيوسياسي، مما سيساعد صانعي السياسات على اتخاذ قرارات مستنيرة وواعية.
يسر مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أن يشارك نتائج الاستطلاع الذي أُجري في كانون الثاني يناير 2021 والذي تستند إليه هذا الدراسة، وتقديم عظيم الشكر والامتنان لل 174 خبيرا الذين شاركوا فيه. وتشمل نتائج هذه الدراسة تقييم الخبراء للاتجاهات الرئيسية في الأردن، بالإضافة إلى الاتجاهات الرئيسية لدول أخرى في الإقليم مثل دول مجلس التعاون الخليجي، وتركيا، وإسرائيل، وإيران ومصر. وسيكون من المثير الاهتمام مراقبة الكيفية التي تتكشف عنها الاتجاهات التي تستشرفها هذه الدراسة خلال الأشهر القليلة القادمة وتقييم تداعياتها على الأردن.
منذ إنشائه في ثمانينيات القرن الماضي، ظل مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية مؤسسة رائدة في تقييم وتصميم التدخلات السياسة القائمة على الأدلة. ويركز عمل المركز على السياسات العامة والبحث الاستراتيجي والتحليل، وما يزال يتمتع بالاعتراف كمركز التميز الأفضل في الشرق الأوسط وشمال إفر يقيا منذ العام 2016 ، وفقًا لمؤشر Global Go to Think Tank Index )الذي صدر آخر تحديث له في كانون الثاني )يناير( 2021 (، كجزء من برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية ) TTCSP ( التابع لجامعة بنسلفانيا).