ما التطرف؟ من أين جاء هؤلاء المتطرفون؟
صعد التطرف الديني منذ، سبعينات القرن العشرين، وصحبته موجات من الكراهية والعنف الي تحولت إلى متوالية من العمليات الإرهابية والردّ عليها، ثم إلى صراعات وحروب أهلية طاحنة عصفت بكثر من الدول والمجتمعات، واستنزفت موارد هائلة، ونشأت في الوقت نفسه بطبيعة الحال عمليات واسعة للمواجهة والدراسة والفهم.
ثمة أسئلة وتقديرات بديهية تتشكل عند التفكر في قضية الجماعات والتنظميات المسلحة مثل القاعدة وداعش، وهي تدور ببساطة حول قدرة هذه الجماعات والتنظيمات على اجتذاب المتطوعن والمؤيدين والموارد المالية اللازمة للتجنيد والتسليح والقتال، ومها علمنا أو خفي عنا من أمر هذه الجماعات فإن ثمة حقيقتن واضحتن تكفيان للتحليل والدراسة في شأن هذه الجماعات، وهما التأييد الفكري لهذه الجماعات والذي يصل لدى البعض إلى التطوع والقتال والاستعداد للموت، والموارد المالية الكافية أو التي تغطي عملها، من أين وكيف تأتي هذه العزيمة والأموال للقتال؟ وبطبيعة الحال؛ فإن تقدير مسار ومستقبل هذه الجماعات وقدرتها عى العمل والتأثير مرتبط بقدرتها على استقطاب التمويل والمؤيدين.
بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 كان السؤال مُلحًّا وشاغلً للعالم، ولكن يبدو أن مشروع تجفيف منابع الإرهاب الفكرية والمالية تحول إلى عمليات اقتصادية وسياحية، قليل منها حقيقي وجادّ وأغلبها مؤتمرات وندوات ومؤسسات وبرامج فكرية وإعلامية يغلب عليها السطحية والمنافع الشللية والقرابية، أو أنظمة ملاحقة ورقابة مالية وأمنية تحولت إلى ما يشبه القصة أو النكتة الليبية )في السبعينات (عندما أعلنت الحكومة عن مكافأة بدل كل عقرب يقتل، فأنشأت المكافأة عمليات واسعة لتربية وتكثر العقارب!