تعددت استطلاعات الرأي العام التي تهدف الى استكشاف مدى التأييد في المجتمعات العربية والاسلامية لظاهرة الارهاب. وخلصت الى نتائج مفادها ان المواطنين العرب والمسلمين يؤيدون الارهاب بشكل عام مع بعض الاختلافات بين بلد وآخر. ولكن العديد من هذه الاستطلاعات لم تأخذ في الحسبان البعد السياسي لموضوع الارهاب. ولإضافة المزيد من المعلومات المتعلقة بموضوع الارهاب وتقديم مساهمة للحوار حوله، قام مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية منذ عام 2004 بتطوير منهجية ذات ثلاثة أبعاد لدراسة توجهات الرأي العام نحو ظاهرة الارهاب: البعد الأول، يهدف الى التعرف الى الموقف المبدئي من “قتل مدنيي دولة الاحتلال فيما إذا احتلت اراضي دولة اسلامية”. أما البعد الثاني؛ فيهدف الى التعرف الى اراء المواطنين حول ما إذا كانت كل من المنظمات التالية: حماس، وحزب الله، وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، وتنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن هي منظمات “مقاومة مشروعة” ام “منظمات ارهابية”. أما البعد الثالث؛ فيهدف الى التعرف الى اراء المواطنين حول ما إذا كانت بعض العمليات التي تم تنفيذها من قبل منظمات وجيوش ودول مختلفة عمليات ارهابية ام غير ارهابية. والهدف من هذه المنهجية الى الوصول الى تعريف المواطنين والنُخب لمفهوم الارهاب. وتنبع أهمية هذه الدراسة من كونها قد أجريت على خلفية الاعمال الارهابية التي شهدها الاردن في 9/11/2005، إذ أصبح من الضروري التعرف الى توجهات الاردنيين وتصنيفاتهم لأعمال العنف وماهية العوامل والظروف التي تبرّر او تجرّم هذه الاعمال مما يساهم في فهم توجهات الاردنيين نحو ظاهرة الارهاب والبيئة التي تساهم في خلق هذه الظاهرة. وفي هذا السياق أجرى مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية استطلاعاً للرأي العام حول الارهاب في الفترة بين 1-7/12/2005. وبلغ حجم العينة الوطنية المكتملة للاستطلاع 1417 مستجيباً موزعين على مناطق المملكة كافة. وصُممت العينة حسب اسلوب التوزيع الطبقي العنقودي متعدد المراحل، وروعي في اختيار العينة التمثيل النسبي للسكان، بحيث يكون توزيع العينة مماثلاً لنسبة السكان في كل محافظة من مجموع سكان الاردن. أما لقادة الرأي، فبلغ حجم العينة المكتملة 669 مستجيباً موزعين على سبع فئات.