خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح الإصلاح في المجالات كافة من أكثر المفاهيم رواجاً في المنطقة العربية، فهو مصطلح أساسي شائع في أدبيات وخطاب القوى السياسية الحاكمة والمعارضة، وجزء من تحليل واستراتيجيات قوى المجتمع المدني والأهلي على تباين اختصاصاتها، وهو يحتل حيزاً كبيراً في وسائل الإعلام والحوار الدائر بين النخب المثقفة على اختلاف تكويناتها الأيدولوجية والمعرفية.
ونظراً لأن الإصلاح بصفة عامة أو في مجالات محددة يشكل مفهوماً قديماً/ جديداً، ويحتل مكانة مركزية في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، فإن هنالك تبايناً وأحياناً تناقضاً في تعريف هذا المفهوم، وخلافاً وجدلاً حول القطاعات التي يجب أن تكون لها أولوية الاصلاح دون غيرها، وتبايناً حول آليات واستراتيجيات وضع الإصلاح موضع التطبيق العملي. ولكون مؤشرات المجتمعات العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية هي الدافع الأساسي للاصلاح باعتباره مفهوماً، وهي الهدف من أي مشروع أو خطة اصلاحية، فقد أخذ مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية على عاتقه، وكجزء من “مبادرة الإصلاح العربي“، إجراء استطلاع للرأي العام حول الإصلاح في بعض المجتمعات العربية، ومن ضمنها الأردن.
ويهدف الاستطلاع الذي يعرض هذا الملخص التنفيذي لنتائجه في الأردن الوقوف على الإطار المعرفي لمفهوم الإصلاح من وجهة نظر الشارع وعلى اتجاهات الرأي العام في الأردن نحو الإصلاح بصفة عامة، وحول الاصلاح في بعض المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. حيث اتبع هذا الاستطلاع قياس اتجاهات الرأي العام نحو القضايا الهامة في المجال السياسي، والاقتصادي والخدماتي، وبعض المجالات الاجتماعية والثقافية. بحيث أن تقييمهم للموضوعات التفصيلية يقدم صورة أقرب لواقع الحال في هذه المجالات، وبالتالي فهو يسلط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى جهد من أجل تحسينها ووضع خطط إصلاحيه لها.
فعند الوقوف على توجهات الرأي العام نحو مدى أهمية الحريات ومستوى ضمانها مثلاً يعد هذا الاستطلاع مؤشراً على الإجراءات الإصلاحية التي يجب أن تتضمن هذا المجال.
وبذلك تقدم هذه الدراسة معلومات ميدانية حول رؤية المجتمع للاصلاح لترفد الحوار والجدل الدائر حول هذا الموضوع، وتساهم في تشكيل وجهات نظر وخطط أقرب لنبض الشارع، حيث قام مركز الدراسات الاستراتيجية في تنفيذ هذا الاستطلاع خلال الفترة من 7/12 ولغاية 14/12/2006 على عينة ممثلة من المجتمع الأردني حجمها 1151 بطريقة المقابلة الوجاهية.