أطلق مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية اليوم وثيقة “القومية العربية: بقلم جلالة الملك الحسين بن طلال”، وذلك ضمن سلسلة منشورات ووثائق كرسي الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور موسى شتيوي في مؤتمر صحفي إن إطلاق الوثيقة التاريخية جاء تزامنا مع احتفالات الأردن بعيد الاستقلال وعيد الجيش، مبينا أن الوثيقة التي نشرت باللغة الانجليزية في المجلة الاميركية المشهورة “لايف ماغازين” في أيار 1960، جاءت لتخاطب العالم الغربي حول ماهية القيم العربية والإسلامية الأصيلة التي تحملها فكرة القومية العربية، التي تبلورت في قيم ومبادئ الثورة العربية الكبرى والنهضة العربية.
وأضاف شتيوي بأننا نأمل من خلال نشر هذه الوثيقة ضمن سلسلة كرسي الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية بالمركز، أن تحظى بالاهتمام الرسمي والأكاديمي، الذي تستحقه والتي تشكل مدخلا لفهم سياسات مواقف الدولة الأردنية منذ نشأتها وحتى اليوم، ولأنها أيضا تلخص فلسفة الهاشميين ورؤيتهم للحكم التي يسترشد بها ويبني عليها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وعرض شتيوي الوثيقة النادرة بالتفصيل في سياقها التاريخي والسياسي عربيا وعالميا التي جاءت بعد عقود قليلة من التحرر والاستعمار وفي مرحلة بناء الدولة الوطنية.
أما أردنيا بين أن الوثيقة جاءت بعد (10) سنوات من الوحدة بين الضفتين وأربع سنوات من تعريب الجيش العربي الأردني وثلاثة سنوات من إلغاء المعاهدة مع بريطانيا، وبداية الجهود الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
وتابع شتيوي بأن الوثيقة تشكل الأساس الفكري والأخلاقي والقيمي والسياسي للرؤية الهاشمية للدولة العربية الحديثة المبنية على أسس ومبادئ النهضة العربية لتقدم أنموذجا عربيا حديثا لها.
ولفت الى أن هذه الوثيقة كانت موجهة للغرب بالدرجة الاولى كونها نشرت باللغة الانجليزية، وتستهدف في الوقت ذاته الجمهور العربي والاردني، لشمولها وتكاملها في تغطية الجوانب المرتبطة بنشأة وفكرة القومية العربية “النهضة العربية” والثورة العربية الكبرى.
وزاد ان القومية العربية وبحسب الوثيقة في نظر جلالة الملك الحسين بن طلال كانت بمثابة قوة وتآلف بين العرب، والقيم هي التي تشكل الأمل الذي يؤدي الى التماسك والمنعة.
وتحدث شتيوي عن المسائل التي تطرقت اليها الوثيقة كالقضية الفلسطينية، ورؤية الحسين الثاقبة للقومية والوحدة العربية المنبثقة من مبادئ الثورة العربية الكبرى، والواقعية السياسية والفكرية، والدولة الأردنية التي أراد لها الهاشميون ان تكون نموذجا للدولة العربية الحديثة والقائمة على مبادئ واسس منبثقة من الواقع والمخزون الفكري والثقافي العالمي، ومواقف جلالته الوطنية الصلبة وإرادته الهاشمية الصادقة في الذود عن قضايا الامة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ودوره في اظهار الصورة الحقيقية للاسلام من خلال العديد من المبادرات والرسائل الملكية السامية التي تمثل الاعتدال واحترام الاخر والتسامح ك” رسالة عمان”، وكلمة سواء”، و”الوئام بين الأديان ” وغيرها.