عقد مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية اليوم ندوة مغلقة بعنوان “الإصلاح السياسي في الأردن: المضمون، الإجراءات، والتحديات” شارك فيها نخبة من الخبراء والأكاديميين والمسؤولين.
وعرض مدير المركز الدكتور زيد عيادات الموضوعات والقضايا التي سيتم مناقشتها، والجدليات المتعلقة بالإصلاح السياسي والديمقراطية في الأردن، مركزاً على مصطلح (الإصلاح السياسي نحو ديمقراطية توافقية) كونه يؤدي إلى مرحلة أكثر استقراراً، طارحاً بعد ذلك بعض الأسئلة التي تصب في هذا الشأن.
وتطرق عيادات إلى مجموعة من اعتقادات المواطنين عن الإصلاح السياسي حسب آخر استطلاع للرأي قام به المركز، والذي أظهر أن غالبية الأردنيين يتفقون على أن الإصلاح يجب أن يكون تدريجياً، بينما يعتقد نصف الأردنيين أن الإصلاح الجدي لن يحدث في الأردن.
وتابع أن الاستطلاع أظهر كذلك أن للإصلاح السياسي العديد من المعاني لدى الأردنيين، فمنهم من يعتقد أنه محاربة الفساد، فيما يعتقد آخرون أنه تحسين الأوضاع الاقتصادية وإيجاد فرص عمل.
وأشار عيادات إلى أن هنالك ثلاث جدليات ترافق الحديث عن الإصلاح السياسي في الأردن تتمثل بالحديث عن المجتمع بأنه غير ناضج سياسياً، والحديث عن التركيبة الاجتماعية بأنها غير ملائمة للديمقراطية، وجدلية الهوية الوطنية وأن الإصلاح السياسي لن يحدث في الأردن حتى تُحل القضية الفلسطينية.
إلى ذلك ناقش المنتدون مجموعة من الأفكار والمقترحات التي من الممكن أن تخدم مشروع الإصلاح السياسي وأهدافه وكيف من الممكن أن تتحقق الأساليب والأدوات التي يتطلبها ذلك المشروع، وما هي العقبات التي قد تواجهه مؤكدين أنه بات ضرورة ملحة وليس ترفاً.
وشدد المنتدون على ضرورة العودة إلى الدستور والأوراق النقاشية لجلالة الملك والأوراق البحثية التي تصدر عن المراكز الأكاديمية كمرجعية أساسية لعملية الإصلاح السياسي علاونة على أهمية الجمع بين الخبراء في شتى المجالات (سياسية، اقتصادية، اجتماعية، علم نفس، رياضية وغيرها)؛ للوصول إلى نموذج شامل يخدم الوطن والمواطن.
وفي الختام نوّه عيادات بأن الندوة تعد نقطة الانطلاق لسلسلة ندوات في الإصلاح السياسي سيعمل المركز على تنظيمها، وصياغة مخرجاتها وتحليلاتها لتقديمها إلى صنّاع القرار؛ لافتاً إلى أن ذلك يقع ضمن المسؤولية الوطنية والعلمية والمؤسسية للمركز.