قبل جلالة الملك استقالة حكومة د. عمر الرزاز استقالتها في 4 تشرين الأول 2020، وكلّفها بتسيير الأعمال، وفي 7 تشرين الأول صدر كتاب التكليف السامي لبشر الخصاونة بتشكيل الحكومة الجديدة، التي أقسمت اليمين أمام الملك في الثاني عشر من الشهر نفسه.
لقد جاءت حكومة د. بشر الخصاونة في ظل “ظروف استثنائية”، أثناء جائحة كورونا، التي انبثقت عنها تداعيات كبيرة، على المستويات المختلفة؛ الصحي والاقتصادي والمالي والمجتمعي والتعليمي، وجاء تركيز كتاب التكليف للحكومة على أهمية الجانب الصحي والتوازن بينه وبين الأبعاد الاقتصادية في حياة المواطنين.
لقد عمل مركز الدراسات الاستراتيجية منذ عقود على سبر أراء المواطنين وقادة الرأي وسبر اتجاهاتهم حول الحكومات وقدرتها على تحمل المسؤولية منذ تشكيلها وحتى رحيلها، ومن هنا يأتي هذا الاستطلاع للتعريف باتجاهات الرأي العام الأردني تجاه تشكيل حكومة بشر الخصاونة ومدى قدرتها على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة، وتنفيذ المهمات الموكلة إليها في كتاب التكليف السامي، والتعرف – كذلك – على مواقف المواطنين وأراءهم حول الأوضاع الاقتصادية والأولويات المحلية والصحية كما يرونه، ورؤيتهم لمدى سير الأمور بالاتجاه الايجابي أو السلبي.
وفي الاستطلاع الذي بين أيديكم أضاف المركز سؤالاً جديداً مرتبطاً بقياس مستوى “الثقة العامة في المجتمع”، فيما إذا كان المجيب يثق بغالبية الذين يعيشون في الأردن أم لا، إذ يعدّ موضوع “الثقة الاجتماعية” بين افراد المجتمع من الموضوعات الأساسية في دراسات التحولات الاجتماعية والثقافية والعلاقة بين المواطنين والأمن القيمي.
أُجري الاستطلاعُ، الذي استهدف عينة من قادة الرأي وأخرى ممثّلة للمجتمع الأردني، على مدار الأسبوع الثالث من شهر تشرين الأول (14-19 أكتوبر 2020). وشارك في تنفيذه 15 باحثاً، وتمَّ جمع البيانات من 1129 مُشاركاً في العينة الوطنية (وبنسبة 50 % ذكوراً و50 % إناثاً) تم اختيارهم عشوائياً من 225 موقع تغطي مناطق المملكة الأردنية الهاشمية كافة، و700 شخص من قادة الرأي (من سبع فئات بواقع 100 شخص من كل فئة بنسبة استجابة 80%)، عن طريق الاتصال الهاتفي. وبعد جمع البيانات تمّ وزنها بطريقة تضمن تمثيل العينة على المستويين: المملكة والمحافظات، وبهامش خطأ لا يتجاوز ±3 % عند مستوى ثقة (95.0%).