آراء ومقالات

أ. د. حسن المومني

18-06-2025 11:47 AM

في كثير من الاحيان توازن القوة بين طرفي النزاع يخلق حالة ردع متبادل وبالتالي سلام واقعي . فترة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق و الولايات المتحدة حيث ساد توازن قوى وبالذات نووي انتج توازن رعب و ردع متبادل وبالتالي سلام واقعي ميكافيللي كما ان مثلا المواجهة الاخيرة بين الهند وباكستان حيث توازن القوى وبالذات النووي منة موجود و يخلق حالة عقلانية واقعية تمكن الاطراف من ضبط نفسها . و بالمقابل فان غياب عدم التوازن قد يودي الى ان يحسم الطرف الاقوى النزاع لصالحة و في احيان اخرى فان غياب التوازن بين طرفي النزاع قد يودي الى اطالة المواجهة . وبالحديث عن المواجهة الحالية بين طهران و تل ابيب فإنة من المحتمل ان تطول المواجهة بينهما . تل ابيب التي تعتقد بان ميزان القوة يعمل لصالحها من حيث امكاناتها العسكرية و دعم واشنطن المؤكد ، مصرة على انجاز اهدافها امام حالة ضعف و معضلة لم تواجهها طهران منذ الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي .

في كثير من الاحيان فان الطرف الاقل قوة و بسبب عدم قدرتة على تقديم تنازلات كبيرة و تنفيذ ما هو مطلوب منة فإنة يقاوم و يستمر في المواجهة لذلك طهران و بالرغم من ما تعرضت و تتعرض لة و اخذين بعين الاعتبار ما هو المطلوب منها والتي تعتقد انها تحت اي ظرف لايمكن الموافقة علية حيث انه سوف يودي لاذلالها و قد يتبعة تنازلات اخرى تتعلق بوجودية النظام فانها سوف تستمر في المقاومة و استخدام ما لديها من عناصر قوة بما فيها تطوير سلاح نووي تستعيد قوة الردع إذا كان ذلك ممكن او خيارات اخرى قد تكون احلاها مر مثل توسعة المواجهة لتشمل القواعد الامريكية و دول اخرى في الاقليم و مسالة اعلاق مضيق هرمز. على اعتبار ان توسعة الحرب و خلق تداعيات مكلفة على الاقليم والعالم قد بدفع العالم و الدول المعنية على ايجاد مخرج يحفظ لطهران ماء وجهها و يشمل ضابط على إسرائيل. هكذا وضع تكون فية الاطراف المتنازعة حبيسة مواقفها و لاتستطيع تغير سلوكها خوفا من الاثمان المترتبة على ذلك يكون مناسب حدا لتدخل اطراف ثالثة و العمل من خلال وساطة نشطة

اذا وفي مثل هكذا و ضع اغلاقي و خطر، على القوى الاقليمية وبالذات الاطراف العربية الوازنة و المؤثرة مثل العربية السعودية و الاطراف الدولية و بالذات الولايات المتحدة الدولة الاكثر تاثيرا ، العمل على ايجاد مخرج للاطراف المتنازعة يمكنها النزول عن الشجرة و تجنيب المنطقة تصعيدا يدفعها لحالة فوضى و عدم استقرار. . اضافة لذلك باعتقادي فان من مصلحة المنطقة ان لايخرج احدا من الاطراف المتنازعة سواء إسرائيل او ايران منتصرا مما قد يضع المنطقة تحت هيمنة اقليمية للطرف المنتصر و بخاصة إسرائيل التى مازالت تتبجح بقدرتها على تغير واقع الشرق الاوسط منذ حربها على غزة مرورا باضعاف حزب اللة و اذرع ايران في المنطقة. انتصار إسرائيل بالمعنى المطلق سوف يجعلها اقل ميلا للسلام و بخاصة فيما يتعلق بالمسالة الفلسطينية. غلا شي يدعوها للسلام و تقديم تنازلات بالوقت التي تكون هي الطرف الاقوى و اعتقد ان هذا النوع من التفكير موجود لدى من يحكمون إسرائيل حاليا . وختاما اعتقد ان للمنطقة العربية تحارب مريرة مع كلا البلدين في مسالة السعي للهيمنة .

* مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية