أسس مركز الدراسات الاستراتيجية، بإرادة ملكية سامية، ليكون وحدة أكاديمية في الجامعة الأردنية، وليتصدّى بالدراسة والبحث للقضايا الاستراتيجية الوطنية والإقليمية في المجالات: السياسية؛ والأمنية؛ والاقتصادية وغيرها.
ومن باب العرفان والوفاء للملك الباني، وإدراكاً لأهمية الإنجازات التي تحققت في عهده على الأصعدة كافة، فقد قرر المركز إنشاء كرسي أكاديمي باسم الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية لإلقاء الضوء على حياته ومسيرته التي قادت الوطن وأهله إلى ذرى التقدم والنماء، استناداً إلى رؤية ثاقبة ومقدرة قيادية فذه اتسمت بروح عصرية خلاقة، تتلمس الأماني الوطنية، والرؤى القومية، والإنسانية.
لقد عمل الملك الحسين الباني، منذ توليه مقاليد الحكم في 2 أيار/مايو 1953 وحتى رحيله في العام 1999، على إرساء أسس بناء الدولة الأردنية الحديثة ضمن مشروع حضاري عربي نهضوي؛ إذ استكمل، رحمه الله، استقلال الأردن، بتعريب الجيش العربي، وتثبيت أركان الدولة الأردنية عبر رحلة شاقة من البذل والعطاء توّجت بعلاقة إنسانية جمعت بين الشعب الأردني، والأب الإنسان على مدى عقود من التضحية والنضال، وسنين تخللتها عواصف هزت الإقليم، ولكن بحكمته وقيادته عبر بالأردن لبر الأمان، وجنب أهلها الشرور والويلات التي عانت منها شعوب المنطقة.
وركز جلالة الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – منذ توليه السلطة على بناء بنية تحتية اقتصادية، وصناعية، ومعرفيه قلّ نظيرها، وكان رائداً للنهضة التعليمية بالأردن، التي توّجت بصدور الإرادة الملكية السامية في 2/9/1962 م بتأسيس الجامعة الأردنية (أم الجامعات الأردنية) التي مهدت للنهضة التعليمية في العقود التالية.
كما كافح جلالته عبر سنوات حكمه لإرساء السلام في الشرق الأوسط، ودافع عن فلسطين: أرضاً؛ وقضية؛ وشعباً، وحمل القضية إلى جميع المنابر الدولية، مؤكداً عدالتها وضمان حقوق شعبها، وناضل من أجلها في زمن الحرب وفي زمن السلم، ضمن رؤية السلام العادل والشامل.
لقد تحوّل فكر الملك الحسين ونهجه بالحكم إلى مدرسة سياسية للدولة الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين برؤيته الكفيلة لنقل الأردن إلى مصاف الدول المتقدمة والتي تعد استمراراً لنهج الملك الحسين الباني. ويعلّق مركز الدراسات الاستراتيجية آمالاً كبيرة على إنشاء هذا الكرسي بوصفه مشروعاً وطنياً سيساهم في إلقاء الضوء بمنهجية علمية على مسيرة الملك الحسين، وحقبة حكمه، ومسيرته المكللة بالعطاء.