مؤسسة تفكير رائدة، تقدم النصح والمشورة لصناع القرار بناء على أسس علمية واضحة، وإيجاد الحلول الواقعية، وتوفير البدائل، وتقديم المعلومة الواضحة، وإخضاع نتائج الدراسات والأبحاث للتمحيص والتحليل لتشكل مدخلاً مهما صناعة السياسات العامة، وتشكيل الوعي والمعرفة المجتمعية بما يسهم في تحريك الواقع والتأثير الإيجابي فيه، وان يصبح المركز العقل المفكر للدولة الأردنية وذلك من خلال تعزيز وتقوية مبادرة المركز “منتدى السياسات العامة” و”منصة التحليل الإستراتيجي”.
شهد المركز وخلال فترة عمله الممتدة على مدار أكثر من ثلاثين عاماً تغيرات وتحولات بالغة الأهمية في استراتيجياته، وخططه، ورسالته.
فقد أصبح للمركز دور مهم في التأثير على قرارات الدولة ومؤسسات صنع القرار، فهو يقدم تصوراً مبنياً على النتائج الأكاديمية واستطلاعات الرأي إضافة إلى الجلسات النقاشية ونتائجها والتوصيات التي تخرج بها، بالإضافة إلى ورشات العمل وورشات العصف الذهني. من خلال إعداد التوصيات لمراكز صنع القرار من أجل دعم سياسات ذات أبعاد استراتيجية واتجاهات إيجابية، للاسترشاد بها عند اتخاذ القرار العقلاني الذي يتوخى معالجة القضايا والمشكلات وفق أسس علمية.
يتطلع مركز الدراسات الاستراتيجية الى تعميق إنجازه العلمي والفكري بعيداً عن التعصب، وتوفير الإحصاءات والبيانات وتحليلها ودراستها، وأن يشارك المؤسسات الإعلامية والرأي العام كثيراً من الأفكار والدراسات والنتائج التي يعمل عليها. وقد حقق المركز إنجازات مهمة في هذا المجال، فمن حلال عمله المتواصل في دراسات الرأي العام، فإنه يوفر قاعدة معلوماتية ومعرفية مهمة، بالإضافة للدراسات العلمية والموضوعية التي تعتبر مهمة وضرورية للتخطيط السياسي.
كما يواصل المركز تعزيز أواصر التعاون بينه وبين المراكز الاستراتيجية المماثلة: عربياً؛ وعالمياً، بهدف تبادل الآراء والخبرات والتجارب التي تخدم منهجية البحث. وإن ذلك ليلقي على المركز والقائمين عليه أعباءً جساماً، لا بدّ من تحملها بالسعي الحثيث لتلافي القصور حيثما كان، وسدّ الثغرات حيثما وجدت، وبمزيد من البذل والعطاء والعمل بروح الفريق الواحد المتكامل، ليبقى المركز أحد منابر الجامعة، وأذرعها البحثية.
وخلال السنوات القادمة سيواصل المركز مسيرته في الانفتاح على جميع الاتجاهات، من خلال المشاركة المتميزة للباحثين العرب والأجانب في نشاطاته المختلفة، وزيادة حجم العلاقات التي أقامها المركز خلال تلك الفترة لتشمل مجالات اخرى؛ ومتابعة العمل الجاد والدؤوب. طموح المركز مكنه من تجاوز العديد من الصّعاب والعقبات ووضع المركز في مكانة متقدمة، واستطاع أن يتبوأ موقعاً مرموقاً في الصفوف الأولى ضمن أفضل مراكز الدراسات الاستراتيجية الإقليمية والدولية، حيث تم ادراجه ضمن فئة المراكز المتميزة للسنوات 2019-2021.
واليوم ونحن نعيش عصر الثورة الرقمية، وتغيرات هائلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتدفق المعرفة وسهولة توفرها لطالبيها، والتوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيراتها السريعة والمباشرة على نمط الحياة الإنسانية على الصُعد كافة: الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية. فإن ذلك كله يفرض على المركز تحديات جديدة في طبيعة عمله لتنسجم ومتطلبات هذه الثورة المتجددة في هذا الزمن. ويسعى المركز من خلال تطوير آليات جمع البيانات وتحليليها الى المضي قدماً ليصبح الأول في هذا في الأردن، حيث يسعى المركز الى انشاء قاعدة بيانات تفاعلية متاحة للجميع من اجل الاستفادة من البيانات التي تم جمعها على مدار سنوات عمل المركز.