أيلول 29, 2015

صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية العدد الأول من أوراق المركز تحت عنوان “تطورات المشهد الداخلي لجماعة الاخوان المسلمين في الأردن” للدكتور رحيل غرايبة. وثقت الدراسة في محطات بداية نشأة جماعة الاخوان المسلمين و مسار الجماعة منذ نشأتها في الأردن، مشيرة إلى تطور علاقة الجماعة مع الدولة بدءً بانتخابات عام 1956 و التي حازت الجماعة بها على أربعة مقاعد آنذاك، مروراً بأحداث السبعينات و العمل الوطني الفلسطيني وصولاً إلى ذروة النجاحات في برلمان عام 1989. وأكدت أن الجماعة استطاعت في مرحلة ما التكيف مع الأوضاع العامة والمحافظة على نفسها والمشاركة في الحياة السياسية والإجتماعية للبلد، إلا أنها بعد ذلك شهدت تطورات أدت الى الإنقسام من خلال بروز مشروعين داخل الجماعة أحدهما مشروع القضية الفلسطينية والآخر المشروع السياسي الوطني على حد وصف الدكتور غرايبة. واستغرب الدكتور غرايبة في دراسته تخلي قيادة الحركة عن المبادرة الملكية الدستورية بعد تبنيها وبعدها التخلي عن التقرير السياسي. كما استهجن موقف قيادة الجماعة من مبادرة زمزم ووصفه بأنه موقف غير حكيم تجاه مبادرة هدفها الخروج من مربع الاختلاف والمناكفة بحثا عن منفذ عملي لإعادة ترتيب وضع الجماعة ومعالجة للأخطاء المنهجية. وذكرت الدراسة خمسة احتمالات أمام الحركة للخروج مما هي فيه، أبرزها: أن تقوم القيادة بإعادة تقويم المشهد بعلمية وموضوعية والكف عن شيطنة خطوة التصويب القانوني. أما الإحتمال الثاني; فيتمثل بإصرار قيادة الجماعة على رفض خطوة التصويب وتتمسك بشكلها القديم نحو مناكفة طويلة الأمد مع الجماعة القانونية. وفيما يتعلق بالإحتمال الثالث فكان من وجهة نظر الدكتور غرايبة أن تعمد القيادة إلى حل نفسها وتترك للأعضاء حرية الاختيار الفردي، أو أن تعمد في خيار رابع إلى تشكيل إطار تنظيمي آخر وتأخذ عليه موافقات رسمية في إطار إسم جديد. أما خامس الإحتمالات التحول إلى جبهة العمل الإسلامية كواجهة قانونية مشروعة لممارسة النشاط السياسي. ويتوقع الدكتور غرايبة من خلال الدراسة، أن يستمر الجدل بضع سنين لكنه يؤكد أن الأمر سيستقر على وجود الجماعة القانونية، إلا أنه يقدم بضعة نصائح للحركة من خلال دعوة الجماعة للإتجاه نحو التأطير القانوني، والحرص على أن تكون الجماعة جسماً وطنياً اردنياً، والتوجه صوب العلنية التامة والفصل عملياً بين المسارين الدعوي والسياسي و إلى الانفتاح الواسع على جميع الاطياف السياسية والمجتمعية وإعلان الوقوف أمام أفكار التطرف والعنف بوضوح وصلابة، والعمل على إنجاز المشروع الوطني الأردني وتوحيد الشعب بكل مكوناته. يذكر بأن العدد الأول من الأوراق عبارة عن محاضرة للدكتور رحيل غرايبة أحد قيادات الجماعة وصاحب مبادرة زمزم القاها في المركز وقدم لها الدكتور موسى شتيوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية. وتناقش الدراسة تفاصيل حياة الجماعة وشؤونها وكواليسها وتقدم رؤية شاملة متكاملة لتطور الجماعة فكريا وتنظيميا تتصف بالحياد والموضوعية والدقة