الأستاذ الدكتور حسن المومني
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية – الجامعة الأردنية
اما وان سكتت اصوات الصواريخ و القاذفات والتي قد تكون ادت جزء من المهمة و من اجل خلق ظروف تفتح الباب امام اشتباك دبلوماسي ذا معنى فانة من الضروري بمكان ان تتخذ كلا من طهران و واشنطن خطوات عملية وضمانات ذات مصداقية في سياق عملية بناء ثقة متبادلة . البرنامج النووي الايراني الواسع لن يتم تدميرة او انهائه من خلال ضربات جوية وحرب جوية مفتوحة وحتى لو افترضنا ان الضربات نجحت في تدمير جزء كبير من منشاءات البرنامج، فايران مازالت تملك المعرفة النووية التى تمكنها من اعادة بناء ما تم تدميرة . على العكس قد تكون المواجهة الاخيرة بين تل ابيب و طهران قد عززت القناعة لدي جزء مهم من القيادة الايرانية ان الخيار النووي هو بوليسة تامين الامن الوطني وسلامة النظام من خلال توفير القدرة على الردع النووي. المواجهات و الحروب بالعادة تكون نقاط تحول في ذهنية و رؤية الدول و الانظمة. كما ان التاريخ التطبيقي لكثير من الصراعات اثبت ان القوة العسكرية و الدبلوماسية الارغامية وحدها لا تخلق سلاما .يقول توماس شيلنغ عالم العلاقات الدولية و الحاصل على حائزة نوبل للسلام “. ان التهديدات ذات المصداقية يجب ان تكون مصاحبة لضمانات ذات مصداقية من اجل اقناع الطرف الاخر بالاذعان و القبول “اي يجب ان تكون هنالك منهجية هجينة تجمع ما بين العصى و الجزرة مابين الحوافز و الدبلوماسية الارغامية”. لذلك على ايران و الولايات المتحدة انتهاج منهجا يودي الى انتاج ظروف تخلق ما يسمى بالضمانات المتبادلة ذات المصداقية التي تودي الى تاسيس مستوى ثقة متبادلة تسمح بانتاج ارضية مشتركة و تعزز الرغبة بالتوصل الى تسوية قائمة على تنازلات متبادلة . قطعا هنالك صعوبة و اشكاليات في العلاقة بين ايران و واشنطن اشهرها هي انعدام الثقة و المنهجية الصفرية .هنالك تاريخ متراكم من التوتر في العلاقة و عدم ثقة متجذرة متبادلة . لكن في كثير من الصراعات العميقة فان مرحلة التصعيد تفتح فرص جاذبة من اجل التسوية اذا ما تم تطويرها و استغلالها من قبل الاطراف . المواجهة الاخيرة اضافة لتطورات الحرب على غزة احدثت تحولات عميقة في السياسة الدولية للشرق الاوسط و بنفس الوقت هنالك الكثير ممن يعتقد انها ايضا فتحت فرص جاذبة يمكن تطويرها واستغلالها للتعاطي مع مشاكل و نزاعات المنطقة سواء كانت الايرانية و الاسرائيلية منها او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي و خاصة امكانية انها الحرب على غزة وخلق مسار سلمي إسرائيلي فلسطيني ذا مصداقية لا بل قد يتعدى الامر ذلك ليكون هنالك مسارات اسرائيلية سورية و لبنانية