الأستاذ الدكتور حسن المومني
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية
الجامعة الأردنية

في المفاوضات وخاصة التي تتعلق بالقضايا المعقدة تستخدم الاطراف المعنية استراتيجيات وتكتيكات وخطوات و سائل مختلفة منها ما يعرف بالدبلوماسية الارغامية من خلال التهديدات باستخدام القوة العسكرية و غير العسكرية مثل العقوبات وغيرها، كما تستخدم ايضا دبلوماسية ناعمة مثل خطوات و مقترحات تحفيزية للطرف الاخر. بالنظر إلى المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة و ايران حول برنامجها النووي نجد هذة المنهجية سالفة الذكر بوضوح. في سياق هذة المفاوضات هنالك طرف ثالث الا وهي إسرائيل التي تميل إلى الخيار العسكري من اجل تدمير البرنامج النووي الايراني و كل المؤشرات تشير إلى ان تل ابيب لوحدها لاتستطيع عمل ذلك و بالتالي تحتاج واشنطن لاتمام هذه العملية و حمايتها من ردة فعل ايرانية عنيفة . و هنالك الكثير من التحليلات التي تفيد بان هنالك اختلافات متزايدة بين واشنطن وتل ابيب حول نجاعة المفاوضات والتوصل لاتفاق شامل ينهي البرنامج النووي و يقيد قدرة ايران على قدرتها في تخصيب اليورانيوم. لكن هذا لايعني ان كلا من حكومة نتيناهو وادارة ترمب على مسار التصادم الاستراتيجي، فالعلاقة بين واشنطن و تل ابيب هي فوق عضوية تمكنهم من التفاهم حول هذا الامر و على العكس قد يكون الموقف الاسرائيلي العدائي الصقوري اتجاة ايران و برنامجها النووي مفيد للولايات المتحدة و موقفها التفاوضي حيث يمكن استخدام تهديدات نتنياهو و نية إسرائيل الجادة في شن هجوم على منظومة البرنامج النووي الايراني كوسيلة للضغط على طهران على اعتبار ان ترمب هو الطرف الوحيد الذي يستطيع ضبط سلوك إسرائيل في هذة المسالة. و اكاد ان اكون جازما ان ادارة ترمب تستخدم هذا و توظفة في مفاوضاتها مع ايران . كثير من التصريحات الخاصة بترمب حول هذه المسالة تشير بوضوح أنه يستخدم موقف إسرائيل كعصا اضافة الى خطوات ارغامية اخرى لتخويف ايران و بالتالي تقديم تنازلات خاصة حول قضية حق ايران في تخصيب اليورانيوم على ارضها و التي هي اكثر القضايا تعقيدا، حيث ترفض طهران رفضا تاما التنازل عن هدا الحق. استخدام فزاعة الضربات الاسرائيلية المحتملة قد تنفع حيث ان ايران تعلم اذا ما قامت إسرائيل بذلك فانها قد تجر الولايات المتحدة إلى ان تكون طرف في أي مواجهة عسكرية قد تحدث نتيجة ذلك و بالتالي تضع ايران في مواجهة عسكرية صعبة مع واشنطن و تل ابيب تؤدي لنتائج لايحمد عقباها بغض النظر عن عرض العضلات و القوة الايرانية . المواجهات السابقة بين تل ابيب و طهران و بغض النظر عن محدوديتها الا انها كانت رسائل كافية اوضحت فارق ميزان القوى بين الطرفين و مالذي يمكن ان تتعرض لة طهران من خسارة قد تفوق برنامجها النووي في حالة مواجهة عسكرية كبرى.